فن وضع الحدود مع المراهقين.. دليلك للموازنة بين الحزم والحب – سبق 24

فن وضع الحدود مع المراهقين.. دليلك للموازنة بين الحزم والحب –  سبق 24

فن وضع الحدود مع المراهقين.. دليلك للموازنة بين الحزم والحب

سنوات المراهقة ليست مجرد مرحلة عمرية عابرة، بل هي فترة مليئة بالتغييرات الجذرية في الفكر والمشاعر والسلوك، في هذه المرحلة، يبدأ الأبناء في اختبار حدودهم، والسعي وراء الاستقلال، واستكشاف العالم من حولهم برغبة قوية في الاعتماد على أنفسهم، وربما تتذكر بنفسك كم كانت لحظات التمرد مثيرة، ليس لأنها خاطئة، بل لأنها ببساطة تعكس طبيعة المراهقة، لكن هذا لا يعني أن نترك الحبل على الغارب، فالمراهق يحتاج إلى حدود واضحة وآمنة، وليس للسيطرة، بل لمساعدته على بناء قدرته على ضبط النفس واتخاذ القرارات السليمة، لذا، نستعرض خطوات عملية تساعدك في وضع الحدود بطريقة متوازنة تدعم نمو المراهق وتشعره بالأمان والحب في الوقت نفسه، وذلك وفقا لما نشرة موقع “parentandteen”.

تربية الأبناء

ابدأ بالحب قبل أن تضع الحدود

قبل أن تبدأ في مناقشة القواعد أو رسم الخطوط، خصص لحظات لإظهار حبك ودعمك غير المشروط، أخبر أبناءك كم تعتز بهم، وكم تفخر بما وصلوا إليه، اجعلهم يدركون أن وضع الحدود ليس عقابا، بل حرصا على سلامتهم النفسية والجسدية، بهذه الطريقة، سيكونون أكثر استعدادا للاستماع واحترام ما تطرحه، لأنهم يعلمون أنك إلى جانبهم، لا في مواجهتهم.

ابدأ في وقت مبكر

وضع الحدود لا يجب أن يبدأ عند سن المراهقة، بل من الطفولة المبكرة، عندما يتعلم الطفل مثلا ألا يعبر الطريق دون الإمساك بيد أحد والديه، فهو يكتسب مفهوما مبكرا عن الحدود، وعندما يكبر وهو يعلم أن هناك خطوطا واضحة لا يجب تجاوزها، يصبح من الأسهل بكثير التعامل معه لاحقا، وكلما أظهر مسؤولية ونضجا، يمكنك تخفيف القيود ومنحه مزيدا من الثقة والحرية.

اختر التوقيت المناسب للحوار

التوقيت عامل مهم في نجاح أي محادثة، خاصة تلك المتعلقة بوضع القواعد، تجنب النقاش في لحظات الغضب أو التوتر، لأن ذلك سيجعل المراهق يشعر بأن الحدود مجرد عقوبة، اختر وقتا تكونان فيه هادئين ومسترخيين، ويفضل أن تخبره مسبقا بأنك ترغب في الحديث عن بعض الأمور المهمة، يمكنك أيضا إشراكه في النقاش، وسؤاله عن رأيه فيما هو معقول، مما يعزز الشعور بالاحترام والثقة المتبادلة.

سن المراهقة

ميز بين الحقوق والامتيازات

من المهم أن يعرف المراهقون الفرق بين ما هو حق أساسي لهم، مثل الطعام والملبس والمسكن، وبين ما هو امتياز، مثل الهاتف المحمول أو استخدام السيارة أو الخروج مع الأصدقاء، فالامتيازات يمكن أن تُمنح أو تُسحب بناء على السلوك، فإذا أهملت ابنتك واجباتها الدراسية بسبب الهاتف، من الطبيعي أن يتم سحب الهاتف مؤقتا، أما حرمانها من أشياء لا علاقة لها بالمشكلة، مثل استخدام السيارة، فقد يشعرها بالظلم ويضعف فاعلية الحدود.

طفلة في سن المراهقة

كن مرنا دون تفريط

من المفيد أن تكون مستعدا للنقاش والتفاوض مع أبنائك في بعض القواعد، لكن لا تسمح بتجاوز كل الخطوط، وضح أن هناك أمورا لا تقبل التهاون، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمان أو القيم الأخلاقية، كما يمكنك أن تُطمئنهم بأنك ستعيد النظر في بعض القواعد لاحقا، إذا التزموا بها وأظهروا نضجا ومسؤولية، هذا يمنحهم حافزا لتطوير سلوكهم من أجل كسب المزيد من الحرية.