الغرف التجارية: الهدنة الجمركية بين أمريكا والصين فرصة ذهبية للاستقرار.. ويجب الاستعداد للمستقبل
قال حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية في الغرف التجارية، إن إعلان الولايات المتحدة والصين عن هدنة تجارية لمدة 90 يومًا تتضمن خفضًا كبيرًا في التعريفات الجمركية، يمثل فرصة حقيقية وذهبية لتحقيق استقرار في الأسواق العالمية، داعيًا إلى ضرورة استغلال هذه الفرصة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي في الأسواق المحلية.
وقال المنوفي في تصريحات صحفية: جاء القرار الأمريكي الصيني في توقيت بالغ الأهمية، حيث كنا نشهد تصاعدًا ملحوظًا في تكاليف الاستيراد ونقصًا في بعض المواد الغذائية الأساسية نتيجة للاضطرابات التي تشهدها سلاسل الإمداد العالمية، هذا الاتفاق يبعث برسالة طمأنينة قوية إلى كل من التجار والمستهلكين، ويمنحنا فرصة ثمينة لإعادة تنظيم السوق وتوفير بيئة أكثر استقرارًا على صعيد الأسعار.
الأسعار العالمية للمواد الخام
وأضاف: إن خفض التعريفات الجمركية بين أكبر اقتصادين على مستوى العالم سيكون له تأثير غير مباشر ولكنه إيجابي على الأسعار العالمية للمواد الخام والسلع الأساسية، وهذا سينعكس بشكل إيجابي على السوق المصري من خلال تراجع نسبي في تكاليف الاستيراد وتوفر السلع بكميات أفضل، الأمر الذي سيساهم في تحسين القدرة الشرائية للمواطنين وتخفيف الأعباء على الفئات المتوسطة ومحدودة الدخل.
إلا أن المنوفي حذر من التعامل مع هذا الاتفاق باعتباره نهاية للمشكلات الاقتصادية، موضحًا: على الرغم من حالة التفاؤل التي يخلقها هذا الاتفاق، إلا أن الهدنة لا تزال مؤقتة، وهناك العديد من القضايا التجارية العالقة بين أمريكا والصين التي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة مرة أخرى. لذلك، يجب على الحكومة المصرية والقطاع الخاص على حد سواء الاستعداد الجاد لأي سيناريو مستقبلي محتمل، وذلك من خلال بناء مخزون استراتيجي كافٍ من السلع الأساسية، وتوسيع قاعدة التصنيع المحلي لتقليل درجة الاعتماد على الواردات من الخارج.
وأكد المنوفي أن جمعية عين تتابع عن كثب كافة تطورات المشهد الاقتصادي العالمي، وستواصل التنسيق والتعاون مع الجهات المختصة لمراقبة حركة الأسعار في الأسواق وتقديم الدعم اللازم للتجار والمستهلكين، مشددًا على الأهمية القصوى للتوعية بأثر هذه المتغيرات الدولية على السوق المحلي.
واختتم تصريحه بالقول: في عالم بات مترابطًا اقتصاديًا بشكل كبير، لا يمكن تجاهل تأثير التوترات أو الانفراجات التي تحدث بين الاقتصادات الكبرى، وعلينا كدول نامية أن نحسن استغلال الفرص المتاحة وأن نكون دائمًا على أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات القادمة بذكاء ورؤية استباقية.