رئيس الرقابة المالية: تطوير مستمر للأطر التنظيمية للبورصات لتعزيز مستويات المرونة والتنافسية بالأسواق
ترأس الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، الاجتماع العام للجنة الأسواق النامية والناشئة GEMC، أكبر لجان المنظمة الدولية للهيئات الرقابية على أسواق المال الأيوسكو -IOSCO، بصفته رئيسًا للجنة ونائبًا لرئيس المنظمة الدولية الأيوسكو، وذلك ضمن فعاليات الاجتماع والمؤتمر السنوي الخمسين للمنظمة والتي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة بين 12 و16 مايو الجاري.
حضر الاجتماع طامي بن أحمد البنعلي، الرئيس التنفيذي لهيئة قطر للأسواق المالية، وجون بول سيرفيس، رئيس المنظمة الدولية للهيئات الرقابية على أسواق المال؛ الأيوسكو -IOSCO، ورودريجو بوينافينتورا، الأمين العام للمنظمة، ولوران فان بوريك، رئيس لجنة الرقابة على القطاع المالي في لوكسمبورج، ورالوكا تيركوتشي، مديرة تنفيذ المعايير في الأيوسكو، وخير الدين رضوان عبد القدوس من لجنة الأوراق المالية الماليزية، بالإضافة إلى مشاركة واسعة من ممثلي الهيئات الرقابية الأعضاء في اللجنة وكذلك ممثلين عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD.
وتمثل لجنة الأسواق النامية والناشئة GEMC أكثر من 75% من أعضاء المنظمة، وتتألف عضوية اللجنة من 90 عضوًا و24 عضوًا مشاركًا ليس لديهم حق التصويت، بما في ذلك الاقتصادات الأسرع نموًا في العالم و10 من أعضاء مجموعة العشرين.
الدكتور محمد فريد
لجنة الأسواق النامية والناشئة GEMC
شدد الدكتور محمد فريد على الإسهام الذي تقوم به لجنة الأسواق النامية والناشئة GEMC لأولويات المنظمة الدولية للهيئات الرقابية على أسواق المال الأيوسكو -IOSCO، وأهمية تبادل الخبرات بين أعضائها بما يدعم تطوير الأسواق المالية في الدول الأعضاء.
ثمّن رئيس هيئة الرقابة المالية المقترحات والإسهامات التي تقدمت بها الدول الأعضاء في اللجنة، مشيرًا إلى عمل اللجنة على وضع المعايير التنظيمية والرقابية لمختلف الأنشطة مع مراعاة الاختلافات بين الأسواق وأنه يمكن للجنة اعتماد مستندات يمكن أن تستخدمها مختلف الدول لدى وضعها معاييرها وضوابطها الحاكمة لأسواقها، ولفت إلى الحاجة إلى وضع التغيرات التي تمر بها الأسواق بعين الاعتبار وضرورة مواصلة تطوير الأطر التنظيمية الحاكمة.
كما سلّط الضوء على السبل التي يمكن العمل من خلالها على تعزيز أسواق الدخل الثابت والأوراق المالية الحكومية، لا سيما في خضم التغييرات التي تمر بها الأسواق.
شهد الاجتماع اعتماد نتائج الاجتماع السابق الذي عُقد في ديسمبر 2024 بالعاصمة التركية أنقرة، والموافقة على جدول أعمال الاجتماع الحالي. وأعقب ذلك تقديم سيرفيس، رئيس منظمة الأيوسكو -IOSCO، عرضًا تقديميًا عن آخر إنجازات المنظمة وتعاونها مع مختلف المنظمات الدولية.
كما شهد الاجتماع بحثًا لسبل بناء القدرات ومراقبة تطبيق المعايير التنظيمية، فاستعرض رئيس لجنة الرقابة على القطاع المالي في لوكسمبورج، وهو أيضًا رئيس لجنة التقييم في المنظمة، أعمال اللجنة، وإعلان الدكتور فريد دعوة لجنة التقييم لأعضاء لجنة الأسواق النامية والناشئة GEMC للمشاركة في تطبيق ممارسات الرقابة التي تشمل مراجعة المبدأين 10 و12 ذوي الصلة بالتفتيش والتحقيق والمراقبة وسلطات التطبيق، علاوة على تقييمهم للتوصيات المقدمة بشأن الممارسات المرتبطة بالاستدامة والسياسات والإجراءات والإفصاحات في شركات إدارة الأصول.
جانب من الاجتماع
أشار الدكتور فريد إلى الدور الذي تلعبه منظمة الأيوسكو في بناء القدرات بعد تحديد أوجه القصور والفجوات، لافتًا إلى قدرة المنظمة واهتمامها بمساعدة الدول الأعضاء باللجنة في جهود تطبيق المعايير الدولية وتطوير أسواق رأس المال لديهم على المستوى المحلي، بالإضافة إلى البرنامج الطموح الذي تضطلع به المنظمة لبناء القدرات ويطلق عليه برنامج الجيل التالي NEXTGEN، مبينًا أن مثل هذه البرامج وغيرها أسهموا في مضاعفة جهود بناء القدرات منذ عام 2023 وحتى اليوم.
استعراض أحدث التطورات في الأسواق المالية العالمية
كما شهدت الفعاليات استعراض أحدث التطورات في الأسواق المالية العالمية من خلال جلستي عرض، تناولت الأولى تسليط خبراء دوليين من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD الضوء على تقرير الدين العالمي الصادر عن المنظمة وإيضاحهم للتحديات المستمرة التي تواجه أسواق الدين العالمية في ظل ارتفاع تكاليف التمويل وتزايد مستويات المديونية، وتعرضت الثانية وقدمها ممثلون عن سلطة النقد في سنغافورة MAS، لحزمة الإجراءات الحالية التي تستهدف تعزيز تنافسية أسواق الأوراق المالية وجذب الاستثمارات، وهي العروض التقديمية التي تهم جهود تطوير أسواق رأس المال.
احتل الشمول المالي حيزًا مهمًا على جدول أعمال الاجتماع، حيث قادت مصر هذه المناقشات بصفتها رئيس مجموعة العمل الجديدة المعنية بالشمول المالي ضمن لجنة الأسواق النامية والناشئة، وفي هذا الإطار أدار ممثل هيئة الرقابة المالية، المهندس طارق فتحي، مستشار رئيس الهيئة لشئون تكنولوجيا المعلومات، جلسة حوارية ضمّت ممثلين عن هيئات الرقابة المالية في كل من قبرص والهند وأنجولا وسلطنة عُمان، والذين شاركوا خبراتهم في تعزيز الشمول المالي وتوسعة قاعدة المستثمرين.
وتركزت المناقشات حول دور حلول التكنولوجيا المالية FinTech في توسيع نطاق الحصول والوصول إلى الخدمات المالية وزيادة مشاركة الفئات غير المخدومة في سوق الأوراق المالية، وتأتي هذه الخطوة استكمالًا لجهود اللجنة في مجال الابتكار المالي، وتؤكد ريادة هيئة الرقابة المالية المصرية في طرح مبادرات تعزّز الشمول المالي كركيزة لتنمية سوق المال من واقع تجربتها في تطوير والرقابة والإشراف على السوق المالية غير المصرفية المصرية.
وفي ختام الاجتماع، أعلن الدكتور محمد فريد انعقاد الاجتماع السنوي المقبل للجنة في مالطا خلال شهر نوفمبر 2025، باستضافة هيئة الخدمات المالية MFSA، وبما يعكس استمرار الزخم والالتزام باستمرار التعاون بين الهيئات الرقابية الدولية.