
تعد المبكبكة واحدة من أشهر الأطباق التي انطلقت من المطبخ الليبي العريق لتصل إلى مختلف الموائد العربية حيث اكتسبت شهرة واسعة بفضل مذاقها الغني وطريقة تحضيرها الفريدة التي تجمع كل المكونات في قدر واحد مما يجعلها وجبة دافئة ومثالية للتجمعات العائلية نظرا لبساطة مكوناتها وسهولة إعدادها.
تتميز هذه الوجبة الشعبية بكونها ليست مجرد طبق مكرونة عادي بل هي تجربة طهي متكاملة تحمل روح المطبخ الليبي الأصيل وتاريخه الغني حيث تطهى المكرونة مباشرة في الصلصة مع اللحم أو الدجاج دون الحاجة إلى سلقها بشكل منفصل وهذا الأسلوب هو سر نكهتها العميقة وقوامها المميز ويعود أصل تسميتها إلى الصوت الذي يصدره القدر أثناء غليان المكرونة مع الصلصة على نار هادئة وهو ما يشبه كلمة بكبكة.
لتحضير طبق المبكبكة على الطريقة التقليدية تحتاج إلى مجموعة من المكونات البسيطة والمتوفرة في أغلب المطابخ حيث يتطلب الأمر حوالي نصف كيلو من اللحم المقطع لمكعبات صغيرة ويمكن استخدام الدجاج أو حتى السجق كبديل حسب التفضيل الشخصي بالإضافة إلى كوبين من المكرونة ذات الحجم الصغير مثل أشكال الصدف أو القلم لأنها الأنسب لامتصاص الصلصة الغنية.
وتستكمل قائمة المكونات بحبتين من البصل المفروم وثلاثة فصوص من الثوم المهروس وحبتين من الطماطم الطازجة المبشورة أو المعصورة وملعقتين كبيرتين من معجون الطماطم لتعزيز لون ونكهة الصلصة مع حبتين من الفلفل الحار الذي يمنح الطبق طابعه الخاص أما البهارات فتعتمد على ملعقة صغيرة من كل من الكمون والبابريكا والفلفل الأسود ونصف ملعقة من الكزبرة الجافة مع الملح حسب الذوق وأربع ملاعق من الزيت النباتي.
تبدأ رحلة إعداد هذا الطبق الشهي بتسخين الزيت أو السمن في قدر عميق ثم يضاف البصل المفروم ويقلب على النار حتى يكتسب لونا ذهبيا ويصبح طريا وبعد ذلك تضاف مكعبات اللحم وتستمر عملية التقليب حتى يتغير لونها وتتحمر أطرافها بشكل طفيف مما يساعد على حبس عصارتها بداخلها.
تأتي بعد ذلك خطوة إضافة النكهات حيث يضاف الثوم المفروم مع الفلفل الحار والبهارات المتنوعة من الكمون والكزبرة والفلفل الأسود والبابريكا ويقلب المزيج سريعا حتى تتصاعد رائحة التوابل العطرية ثم تضاف الطماطم المبشورة ومعجون الطماطم ويترك الخليط على النار لدقائق قليلة حتى يتسبك وتتجانس مكوناته.
بعد تحضير الصلصة يسكب الماء الساخن أو المرق بكمية كافية لتغطية اللحم بالكامل ثم يغطى القدر ويترك على نار متوسطة حتى يصل اللحم إلى مرحلة نصف النضج وعند هذه النقطة الحاسمة تضاف المكرونة الجافة مباشرة إلى القدر وتقلب جيدا مع الصلصة واللحم لتتوزع بشكل متساو.
في المرحلة الأخيرة يغطى القدر مجددا وتخفض درجة الحرارة لتصبح هادئة تماما وتترك المبكبكة لتنضج ببطء مع ضرورة تقليبها من وقت لآخر لضمان عدم التصاقها وتشربها للصلصة بالكامل وإذا لوحظ أن السوائل قد قلت قبل نضج المكرونة يمكن إضافة القليل من الماء الساخن بشكل تدريجي ويقدم الطبق فور اكتمال نضجه ساخنا وهو يعد وجبة متكاملة ومشبعة.
يكمن سر الحصول على مبكبكة مثالية في عدة تفاصيل دقيقة منها استخدام أنواع المكرونة صغيرة الحجم والحرص على الطهي على نار هادئة لمنع تعجن المكرونة وضمان نضجها بشكل متساو كما أن التوابل الحارة تلعب دورا محوريا في إعطاء الطبق هويته المميزة ويمكن إثراء الوصفة بإضافات أخرى مثل مكعبات البطاطس أو الكوسا أو حتى الحمص المسلوق لزيادة قيمتها الغذائية وتقديم نكهات جديدة.