
تتجاوز فوائد الشاي الأخضر الصورة النمطية الشائعة عنه كمجرد مشروب للمساعدة على إنقاص الوزن أو خفض مستويات الكوليسترول. حيث تكشف الأبحاث العلمية عن أدوار صحية هامة وغير متوقعة لهذا المشروب العشبي العالمي تتعلق بالوقاية من أمراض خطيرة تهدد الدماغ والقلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى تأثيره المحتمل على عمليات الأيض بالجسم.
قد يساهم تناول كوب من الشاي الأخضر في حماية خلايا الدماغ من التلف والحد من خطر الإصابة بأمراض التدهور المعرفي مثل الخرف. وقد توصلت إحدى الدراسات إلى وجود آثار إيجابية للشاي الأخضر في تقليل احتمالية تطور مرض الزهايمر وتدعم هذه الملاحظات أبحاث أخرى تشير إلى أن مركبات مثل EGCG و L-theanine الموجودة في الشاي الأخضر تعزز الصحة العامة للدماغ غير أن الخبراء يؤكدون على ضرورة تعزيز هذه النتائج الأولية بدراسات سريرية أوسع على البشر.
وفيما يتعلق بصحة الأوعية الدموية والوقاية من الحوادث المفاجئة كشفت دراسة متخصصة أن الانتظام في شرب ثلاثة أكواب من الشاي الأخضر على الأقل يوميا يمكن أن يقلل من خطر التعرض للسكتة الدماغية بنسبة قد تصل إلى عشرين بالمئة. وتشير نفس الدراسة إلى أن هذه الفائدة الوقائية تزداد طرديا مع زيادة كمية الشاي الأخضر التي يتم استهلاكها بانتظام مما يجعله إجراء وقائيا بسيطا يمكن اتخاذه.
على صعيد آخر تظهر بعض الأبحاث أن الشاي الأخضر قد يلعب دورا في تحسين حساسية الجسم للأنسولين وهو أمر يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم بشكل أفضل ويقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. لكن في المقابل لم تجد دراسات علمية أخرى أي آثار مفيدة ومباشرة للشاي الأخضر على مرضى السكري مما يجعل الصورة العلمية غير مكتملة ويشير إلى حاجة ماسة لمزيد من البحث الدقيق لتحديد فعاليته بشكل قاطع في هذا المجال.