فن الإصغاء لزوجك: أسرار الخبراء لتحويل الحوار إلى علاقة زوجية أكثر قوة

فن الإصغاء لزوجك: أسرار الخبراء لتحويل الحوار إلى علاقة زوجية أكثر قوة
فن الإصغاء لزوجك: أسرار الخبراء لتحويل الحوار إلى علاقة زوجية أكثر قوة

تؤكد خبيرة التنمية البشرية ومدربة الحياة شيرين محمود أن العديد من الخلافات الزوجية لا تنبع من نقص الحب بل من فجوة في التواصل سببها انعدام الإنصات الحقيقي والفعال فالرجل عندما يجد في منزله مساحة آمنة للتعبير وأذنا صاغية وقلبا متفهما تنمو العلاقة وتصبح أكثر قوة وعمقا.

يعتبر فن الإصغاء استثمارا مضمونا في العلاقة الزوجية وذكاء عاطفيا يخلق روابط دافئة وليس ضعفا أو تنازلا كما يعتقد البعض. فالإصغاء الفعال ليس مجرد عملية سمعية بل هو تفاعل ذهني وعاطفي كامل يتطلب من الزوجة منح شريكها انتباهها المطلق واستقبال كلماته دون إصدار أحكام مسبقة أو مقاطعة حديثه ومحاولة استيعاب المشاعر الكامنة خلف عباراته.

يلعب الإنصات دورا محوريا في بناء الثقة بين الزوجين فعندما يدرك الرجل أن زوجته تستمع إليه بجدية دون تسرع أو استخفاف يشعر بأمان أكبر للتعبير عن مخاوفه ونقاط ضعفه وأحلامه. وهذا بدوره يقلل من حدة النزاعات التي ينشأ الكثير منها بسبب سوء الفهم فالاستماع الجيد يضمن وضوحا أكبر في فهم كل طرف للآخر.

إن تقديم الدعم العاطفي لا يقتصر على الحلول العملية فالرجل يحتاج إلى المساندة النفسية تماما مثل المرأة وأحيانا يكون الصمت المنصت أو كلمة تفهم بسيطة أكثر تأثيرا من أي نصيحة. فالاستماع بعناية يوصل للزوج رسالة واضحة مفادها أنه مهم وأن ما يقوله يستحق الاهتمام الكامل.

ولتطبيق ذلك عمليا يجب على الزوجة التوقف عن الانشغالات الأخرى أثناء حديث زوجها مثل استخدام الهاتف أو أداء عمل منزلي فالالتفات إليه والتواصل البصري معه يجعله يشعر بقيمته. ومن الأخطاء الشائعة مقاطعة الزوج أو الإسراع في تقديم الحلول لأنه في أغلب الأحيان لا يبحث عن إجابة بقدر ما يبحث عن متنفس يخفف عنه أعباء يومه.

تعد لغة الجسد أداة قوية لإظهار الاهتمام فالإيماء بالرأس أو الجلوس في وضعية مواجهة يعكسان متابعة الحديث بتركيز. كما أن عكس مشاعره بعبارات بسيطة مثل “يبدو أن الأمر كان مرهقا” يجعله يشعر بالفهم العميق. وعندما يعبر عن انزعاج من أمر ما يجب تجنب الرد الدفاعي أو الهجومي ومحاولة فهم أسباب انزعاجه أولا.

يساهم الإصغاء الجيد في خلق دائرة إيجابية من القرب العاطفي فالزوج الذي يشعر بأن صوته مسموع سيبادر تلقائيا للاستماع إلى شريكته ما يحول الحوار إلى وسيلة للتفاهم بدلا من الجدال. وهذا يعزز الاحترام المتبادل ويحافظ على الألفة بينهما حتى في الظروف الصعبة.

تواجه الزوجات تحديات قد تعيق قدرتهن على الإصغاء بفعالية منها ضغوط الحياة اليومية والانشغال بين مسؤوليات العمل والمنزل والأبناء ما قد يفقدهن التركيز أو الصبر. كذلك اختلاف أساليب التواصل بين الرجل والمرأة قد يمثل تحديا فبعض الرجال يعبرون عن مشاعرهم بشكل غير مباشر مما يتطلب صبرا إضافيا لفهمهم.

للتغلب على هذه التحديات يُنصح بتخصيص وقت يومي ولو قصير للجلوس معا بعيدا عن المشتتات والاستماع لتفاصيل يومه حتى لو بدت صغيرة. فكل كلمة قد تكون مهمة بالنسبة له ومن الضروري تذكر أن الإصغاء يهدف للفهم أولا ولا يعني بالضرورة الموافقة على كل ما يقال.