حظي عصير الرمان باهتمام متزايد في الأوساط الصحية نظرا لفوائده العديدة التي تتجاوز مجرد كونه مشروبا منعشا بلونه الجذاب ومذاقه الذي يجمع بين الحلاوة والحموضة. ويبرز دوره بشكل خاص كعنصر طبيعي فعال في دعم صحة القلب والأوعية الدموية حيث تشير الدراسات إلى قدرته على خفض ضغط الدم وتحسين مستويات الكوليسترول.
يكمن السر وراء هذه الفوائد الصحية القوية في احتواء عصير الرمان الطبيعي على تركيز عال من مضادات الأكسدة وتحديدا مركبات البوليفينول مثل البونيكالاگين. هذه المركبات الفعالة تعمل على حماية خلايا الجسم من الأضرار التي تسببها الجذور الحرة وتساهم في تقليل الالتهابات بشكل ملحوظ ما ينعكس إيجابا على صحة الشرايين ويقلل من تراكم اللويحات الضارة بها.
ولا تقتصر فوائد العصير على صحة القلب فقط بل تمتد لتشمل تعزيز جهاز المناعة بفضل محتواه الغني من فيتامين C والعناصر الغذائية الأخرى التي تساند الجسم في مقاومة العدوى والأمراض. كما تشير أبحاث حديثة إلى أن خصائصه المضادة للالتهابات قد تلعب دورا في تحسين الذاكرة والوظائف الإدراكية للدماغ.
على صعيد الجهاز الهضمي قد يساعد تناول عصير الرمان في دعم صحة الأمعاء من خلال تخفيف الالتهابات المعوية وتشجيع نمو البكتيريا النافعة. هذه الخصائص المضادة للالتهاب تجعله أيضا مفيدا في تخفيف آلام العضلات والحالات المرتبطة بالتهابات المفاصل.
ورغم هذه المزايا المتعددة يؤكد خبراء التغذية على ضرورة الاعتدال في استهلاكه. فالعصير يحتوي على سكريات طبيعية قد تؤثر على مستويات السكر في الدم وهو أمر يجب على مرضى السكري الانتباه إليه. بالإضافة إلى ذلك قد يتداخل عصير الرمان مع عمل بعض الأدوية تماما مثل عصير الجريب فروت خاصة أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
ينصح الخبراء بكمية تتراوح بين 120 إلى 240 مل يوميا كجرعة آمنة وفعالة للاستفادة من خصائصه الصحية. ويفضل دائما اختيار العصير الطازج غير المحلى والمعصور على البارد لضمان الحصول على أقصى قيمة غذائية ممكنة مع التأكيد على أن الاستمرارية في تناوله بكميات معقولة أهم من الكمية للحصول على تأثير صحي مستدام.
