اضطرابات الدورة الشهرية جرس إنذار صامت لأمراض خطيرة أبرزها تكيس المبايض

اضطرابات الدورة الشهرية جرس إنذار صامت لأمراض خطيرة أبرزها تكيس المبايض
اضطرابات الدورة الشهرية جرس إنذار صامت لأمراض خطيرة أبرزها تكيس المبايض

حذر خبراء الصحة النسائية من التعامل مع اضطرابات الدورة الشهرية باعتبارها أمرا طبيعيا يمكن التعايش معه حيث أكدوا أن عدم انتظامها قد يكون مؤشرا مبكرا لمشكلات صحية أكثر عمقا وتعقيدا مثل متلازمة تكيس المبايض أو وجود اختلالات هرمونية أو اضطرابات في وظائف الغدة الدرقية.

إن تجاهل علاج متلازمة تكيس المبايض يؤدي مع مرور الوقت إلى مضاعفات خطيرة تؤثر بشكل مباشر على الخصوبة حيث يتسبب الخلل الهرموني المصاحب للمتلازمة في ضعف عملية التبويض مما يجعل الحمل أكثر صعوبة وقد يصل الأمر إلى العقم إذا لم يتم التدخل الطبي لفترات طويلة. ولا تقتصر التأثيرات على الصحة الإنجابية بل تمتد لتشمل تغيرات جسدية واضحة كزيادة الوزن غير المبررة وظهور الشعر الزائد في أماكن مثل الوجه والصدر بالإضافة إلى المعاناة من حب الشباب المزمن الذي لا يستجيب للعلاجات التقليدية.

يعد عدم انتظام الدورة الشهرية سواء في مواعيدها أو غزارتها أو قلتها الشديدة أحد أبرز الأعراض الأولية وأكثرها شيوعا لمتلازمة تكيس المبايض وهو اضطراب هرموني شائع بين النساء. إن إهمال هذه العلامة التحذيرية وتأخير الحصول على تشخيص دقيق يمكن أن يعقد المسار العلاجي ويرفع من احتمالية مواجهة تحديات صحية في المستقبل.

يرتبط الاضطراب الهرموني أيضا بالصحة النفسية والعقلية إذ تعاني الكثير من المصابات من تقلبات مزاجية حادة أو أعراض تشبه الاكتئاب. والأخطر من ذلك أن متلازمة تكيس المبايض تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض مزمنة على المدى الطويل ومن أبرزها مرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى اضطرابات في مستويات الكوليسترول في الدم.

يشدد الأطباء على أن فرص العلاج تكون أسهل وأكثر فعالية كلما كان التشخيص مبكرا ففي المراحل الأولى قد يقتصر العلاج على تعديلات بسيطة في نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام مع بعض الأدوية الخفيفة لتنظيم الهرمونات بينما يؤدي التأخير في طلب المساعدة الطبية إلى ضرورة اللجوء لبروتوكولات علاجية أكثر قوة أو تدخلات طبية أكثر تعقيدا.

لذلك يجب التوجه فورا لاستشارة الطبيب المختص في حال استمرار عدم انتظام الدورة الشهرية لأكثر من ثلاثة أشهر متتالية. كما ينبغي الانتباه لعلامات أخرى مثل ملاحظة زيادة في نمو شعر الوجه أو الجسم أو حدوث زيادة مفاجئة في الوزن دون سبب واضح. وتعد المعاناة من حب شباب مستمر رغم استخدام العلاجات الموضعية أو تأخر الحمل لدى المتزوجات من الإشارات التي تستدعي فحصا طبيا عاجلا لأن الدورة الشهرية تعد بمثابة مرآة تعكس صحة المرأة الهرمونية واضطرابها رسالة جسدية تتطلب الانتباه.