
تُعتبر الفاصوليا البيضاء كنزا غذائيا يتربع على عرش المطبخ المصري والعربي حيث تشكل مكونا أساسيا في أطباق متنوعة وشهيرة كاليخنات والسلطات. وعلى الرغم من بساطتها وشعبيتها فإن قيمتها الغذائية وفوائدها الصحية العميقة تجعلها عنصرا لا غنى عنه على أي مائدة وفقا لما تؤكده أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة مروة كمال التي تشير إلى أنها غذاء متكامل يتجاوز كونه مجرد وجبة عادية.
تلعب الفاصوليا البيضاء دورا حيويا في برامج إنقاص الوزن وإدارة السكري فهي تتميز بانخفاض سعراتها الحرارية وفي المقابل تحتوي على نسبة عالية من الألياف والبروتين مما يمنح شعورا عميقا بالشبع والامتلاء لفترات طويلة وهذا يقلل من الرغبة في تناول وجبات إضافية. هذه الألياف نفسها تبطئ من عملية امتصاص الجلوكوز في الأمعاء الأمر الذي يمنع الارتفاعات الحادة في مستويات سكر الدم ويجعلها غذاء مثاليا لمرضى السكري كما أن محتواها من الألياف يعزز صحة الجهاز الهضمي بشكل مباشر حيث تنظم حركة الأمعاء وتقي من الإمساك وتدعم بيئة صحية للبكتيريا النافعة في القولون مما قد يقلل من مخاطر الإصابة بأمراضه.
تعد الفاصوليا البيضاء مصدرا استثنائيا للبروتين النباتي مما يجعلها بديلا مثاليا للحوم خاصة للأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا أو يسعون لتقليل استهلاكهم من اللحوم الحمراء. يساهم هذا البروتين الغني بالأحماض الأمينية الأساسية في بناء الكتلة العضلية وإصلاح الأنسجة وتجديد خلايا الجسم مما يدعم النمو السليم لدى الأطفال ويحافظ على قوة الجسم لدى الكبار.
تمتد فوائدها لتشمل دعم صحة القلب والأوعية الدموية بفضل غناها بالألياف القابلة للذوبان التي تعمل على خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم وهو عامل رئيسي في الوقاية من تصلب الشرايين والأمراض القلبية. بالإضافة إلى ذلك فإن محتواها من عنصري المغنيسيوم والبوتاسيوم يساعد على تنظيم ضغط الدم والحفاظ على مرونة الشرايين مما يعزز صحة القلب بشكل شامل.
تساهم الفاصوليا البيضاء أيضا في تقوية الهيكل العظمي للجسم وحمايته من الهشاشة نظرا لاحتوائها على معادن ضرورية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والمنغنيز التي تعمل معا للحفاظ على كثافة العظام. هذا الأمر يجعلها إضافة مهمة للنظام الغذائي خاصة للنساء بعد سن انقطاع الطمث لتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام كما أنها مصدر ممتاز لمجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن الأخرى فالحديد الموجود بها يقي من فقر الدم ويعزز مستويات الطاقة بينما يعتبر الفولات أو فيتامين B9 ضروريا لنمو الخلايا وهو عنصر حيوي للحوامل لحماية الجنين.
لا تقتصر أهميتها على الصحة الجسدية فحسب بل تؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية والمزاج فوجود المغنيسيوم والفولات يحفز إنتاج مادة السيروتونين المعروفة بهرمون السعادة وهو ناقل عصبي يلعب دورا محوريا في الشعور بالراحة وتقليل أعراض التوتر والاكتئاب. كما أن محتواها من مضادات الأكسدة مثل فيتامين C يعزز قوة جهاز المناعة ويحمي الجسم من الالتهابات والأمراض الموسمية كنزلات البرد والإنفلونزا.
للحصول على أقصى استفادة من الفاصوليا البيضاء وتجنب أي مشكلات هضمية يُنصح بنقعها في الماء لعدة ساعات قبل طهيها فهذا يساعد في تقليل الغازات المسببة للانتفاخ. يجب التأكد من طهيها بشكل كامل لضمان التخلص من أي مركبات ضارة. يمكن إدخالها في النظام الغذائي بأشكال متعددة كالشوربات أو إضافتها إلى السلطات أو تقديمها كطبق جانبي مع الأرز لمنع الشعور بالملل مع ضرورة تناولها باعتدال لأن الإفراط فيها قد يؤدي إلى بعض الاضطرابات الهضمية.