
قد يرسل الجسم إشارات تحذيرية خفية تنبئ بارتفاع مستويات حمض اليوريك قبل أن تتفاقم الحالة وتظهر الأعراض المعروفة بشكل واضح. ورغم أن التشخيص الدقيق يعتمد على الفحوصات المخبرية إلا أن الوعي بهذه العلامات المبكرة يلعب دورا محوريا في الوقاية من مضاعفات صحية مؤلمة مثل نوبات النقرس الحادة والمشكلات الكلوية.
من العلامات الجسدية الواضحة التي تعكس الالتهاب الداخلي الناتج عن ترسب بلورات حمض اليوريك هو مظهر الجلد فوق المفاصل المتأثرة. حيث يصبح الجلد أحمر اللون ولامعا بشكل ملحوظ مع شعور بالدفء عند لمسه. هذا المظهر يميز التهاب النقرس عن آلام المفاصل الناتجة عن الإجهاد العضلي أو الإصابات العادية ويعتبر دليلا مرئيا على تفاعل الجهاز المناعي مع البلورات.
يؤدي هذا التفاعل المناعي أيضا إلى تورم وسخونة واحمرار في المفاصل التي تحمل وزن الجسم بشكل أساسي مثل الكاحلين والركبتين. وما يميز هذا النوع من الالتهاب هو طبيعته الدورية حيث تأتي الأعراض وتختفي على شكل نوبات متكررة على عكس التورم المستمر الذي قد ينتج عن إصابة مباشرة أو التواء.
يعتبر الألم الليلي الحاد والمفاجئ في مفصل إصبع القدم الكبير أحد أشهر وأبرز المؤشرات على ارتفاع حمض اليوريك. غالبا ما يكون هذا الألم شديدا لدرجة أنه يوقظ الشخص من نومه العميق وينتج عن ترسب بلورات اليوريك في هذا المفصل تحديدا نظرا لبرودته النسبية مقارنة ببقية مفاصل الجسم مما يجعله هدفا شائعا لنوبات النقرس.
لا تقتصر الآثار على المفاصل الكبيرة فقط فقد تتجمع بلورات حمض اليوريك أيضا في مناطق أخرى مثل الكعب أو باطن القدم. ويسبب هذا التجمع حساسية غير عادية وشعورا بالألم الحاد الذي يوصف غالبا بأنه يشبه الطعن أو وخز الإبر خاصة عند المشي أو الوقوف لفترات طويلة. ويختلف هذا النوع من الألم بشكل كبير عن الشعور بالإرهاق العام في القدمين ويشير تكراره إلى وجود مشكلة كامنة.
يمكن أن يمتد تأثير ارتفاع مستويات حمض اليوريك ليصل إلى الكلى مما يؤدي إلى تكون حصوات بشكل متكرر. ويعتبر تكرار نوبات حصى الكلى خاصة إذا كانت صغيرة وحادة مؤشرا قويا على وجود فرط حمض اليوريك في الدم. ويشير الأطباء إلى أن حصوات حمض اليوريك تشكل نسبة تتراوح بين عشرة وخمسة عشرة بالمئة من إجمالي حالات حصى الكلى.