
تشهد أسواق الذهب المحلية في مصر حالة من الترقب مع ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية حيث يتداول سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر شعبية فوق مستوى 4900 جنيه ويتجه بقوة نحو استهداف حاجز 5000 جنيه للجرام الواحد وذلك بالتزامن مع موجة صعود قوية في البورصات العالمية للمعدن الأصفر.
وعلى صعيد التعاملات الفورية في السوق المصرية سجل سعر جرام الذهب من عيار 24 مستوى 5611 جنيهاً بينما بلغ سعر جرام الذهب من عيار 21 ما قيمته 4910 جنيهات في حين وصل سعر جرام الذهب من عيار 18 إلى 4208 جنيهات كما تم تداول سعر الجنيه الذهب الذي يزن 8 جرامات من عيار 21 عند 39280 جنيهاً.
هذه الارتفاعات المحلية تأتي مدفوعة بشكل أساسي بالصعود العالمي لسعر الأونصة التي استقرت تداولاتها فوق مستوى 3600 دولار الحرج وسجلت اليوم زيادة بنسبة 0.5% لتصل إلى أعلى مستوى عند 3648 دولاراً للأونصة بعد أن بدأت جلسة اليوم عند 3627 دولاراً ويتم تداولها حالياً عند 3644 دولاراً.
وكان الذهب العالمي قد سجل يوم أمس مستوى تاريخياً جديداً عند 3674 دولاراً للأونصة ليثبت وجوده فوق حاجز 3600 دولار محققاً ارتفاعاً منذ بداية العام بنسبة تتجاوز 38% مدفوعاً بعوامل رئيسية أهمها توقعات خفض الفائدة الأمريكية.
وتزايدت الرهانات على قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خصوصاً بعد صدور بيانات تقرير الوظائف الأمريكي يوم الجمعة الماضي والتي أظهرت أن الاقتصاد أضاف وظائف أقل من المتوقع بمقدار 911 ألف وظيفة خلال العام الماضي مما يعد مؤشراً على تباطؤ سوق العمل وتراجع نمو الرواتب.
هذه البيانات عززت من احتمالية قيام الفيدرالي بخفض الفائدة في اجتماعه لشهر سبتمبر حيث تشير التوقعات إلى احتمال كبير لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بينما توجد توقعات أخرى بنسبة ضئيلة تبلغ 6% بأن الخفض قد يكون بمقدار 50 نقطة أساس دفعة واحدة.
ويسود التفاؤل حالياً أسواق الذهب لكن الأنظار تتجه هذا الأسبوع إلى بيانات التضخم الأمريكية التي ستلعب دوراً حاسماً في تحديد المسار القريب للأسعار فإذا جاءت الأرقام مرتفعة قد يقلل ذلك من توقعات خفض الفائدة ويؤدي إلى حركة تصحيح وهبوط في أسعار الذهب خاصة مع وصول مؤشرات الشراء إلى مستويات التشبع.
وفي سياق متصل قام بنك ANZ بتحديث توقعاته لأسعار الذهب مشيراً إلى أن المعدن الأصفر سيواصل مساره الصاعد خلال الفترة المتبقية من عام 2025 والعام المقبل وأرجع البنك توقعاته إلى استمرار التوترات الجيوسياسية والتحديات التي تواجه الاقتصاد الكلي وتوجهات التيسير النقدي في الولايات المتحدة مما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن.
وقد رفع البنك توقعاته لسعر الذهب بنهاية العام الجاري إلى 3800 دولار للأونصة بدلاً من 3600 دولار في توقعاته السابقة كما يتوقع أن تبلغ الأسعار ذروتها عند 4000 دولار بحلول شهر يونيو من عام 2026.
وأشار تقرير البنك إلى تدفقات استثمارية استراتيجية تجاوزت 400 طن هذا العام حتى الآن تقودها صناديق الاستثمار المتداولة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا ويتوقع البنك طلباً إضافياً من هذه الصناديق يقدر بنحو 200 طن خلال ما تبقى من عام 2025.
وتستمر البنوك المركزية في لعب دور داعم أساسي للأسعار حيث يتوقع بنك ANZ أن تتراوح مشترياتها في النصف الثاني من العام بين 485 و 515 طناً ليصل إجمالي مشتريات العام بأكمله إلى 950 طناً على الرغم من التباطؤ الذي لوحظ في وتيرة الشراء خلال النصف الأول.