
أوردت دورية علمية متخصصة في التغذية السريرية نتائج دراسة واسعة النطاق امتدت لخمسة عشر عامًا وشملت عينة ضخمة من المشاركين بلغ عددهم قرابة ثمانين ألف شخص من الولايات المتحدة وكندا حيث تم تتبع أنظمتهم الغذائية وحالاتهم الصحية بدقة طوال فترة المتابعة مع التأكد من عدم إصابة أي منهم بالسرطان عند بدء الدراسة.
وكان التراجع في معدلات الإصابة واضحًا بشكل خاص في أنواع محددة من السرطانات حيث سجل سرطان القولون والمستقيم انخفاضًا بنسبة واحد وعشرين بالمئة بينما بلغ الانخفاض في حالات سرطان المعدة خمسة وأربعين بالمئة وسجلت الأمراض اللمفاوية التكاثرية تراجعًا بنسبة خمسة وعشرين بالمئة كما لوحظ انحسار في معدلات الإصابة بسرطاني الثدي والبروستات.
وخلصت المتابعة الطويلة إلى أن الأفراد الذين اعتمدوا على نظام غذائي نباتي بالكامل وتجنبوا استهلاك اللحوم أظهروا انخفاضًا عامًا في خطر الإصابة بالسرطان بنسبة اثني عشر بالمئة كما وصلت نسبة الانخفاض إلى ثمانية عشر بالمئة فيما يخص بعض الأورام التي تصنف على أنها متوسطة الانتشار.
وفسر الباحثون القائمون على الدراسة هذا التأثير الوقائي المحتمل بأن الحمية الغذائية النباتية غنية بمكونات حيوية مثل الألياف ومضادات الأكسدة إضافة إلى مركبات نباتية متنوعة تعمل مجتمعة على تحسين عمليات الأيض في الجسم وتخفيف مستويات الالتهاب التي ترتبط بنمو الخلايا السرطانية.
ومع ذلك أكد الخبراء أن هذه النتائج تشير إلى وجود ارتباط إحصائي ولا تمثل دليلًا قاطعًا على حماية كاملة من السرطان مشددين على أهمية إجراء المزيد من الأبحاث المعمقة لفهم الآليات الدقيقة وتأكيد هذه التأثيرات بشكل نهائي.