
حذر استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور تامر عبد الحميد من أن بعض السلوكيات والممارسات اليومية التي قد تغفل عنها الأمهات يمكن أن تؤثر سلبا وبشكل مباشر على النمو العقلي والتطور العصبي لأطفالهن مما قد يؤدي إلى تأخر في الإدراك وانخفاض في مستويات الذكاء لدى الصغار وهو ما يثير قلق الكثير من الأسر.
يأتي النظام الغذائي غير المتوازن على رأس الممارسات التي تعيق تطور المخ حيث إن حرمان الطفل من عناصر أساسية أو الاعتماد على أطعمة غير صحية يؤدي إلى نتائج سلبية فالنقص في الحديد والزنك وأوميجا 3 يسبب ضعفا في التركيز ويؤخر التطور العقلي بشكل ملحوظ كما أن إهمال الرضاعة الطبيعية خصوصا خلال الشهور الستة الأولى يحرم الرضيع من أحماض دهنية أساسية لا غنى عنها لنمو الدماغ.
ويعد قضاء الأطفال وقتا طويلا أمام الشاشات الإلكترونية مثل الهواتف والأجهزة اللوحية والتلفاز من أكبر الأخطار التي تواجه تطورهم إذ يؤدي هذا الإفراط إلى تراجع ملحوظ في الانتباه ويؤثر بشكل مباشر على اكتساب مهارات الكلام والتواصل الاجتماعي السليم مع الآخرين ويقترن ذلك عادة بقلة النوم الكافي فالنوم العميق هو الفترة التي ينمو فيها المخ وتتجدد خلاياه ونقصانه يؤثر مباشرة على قدرة الطفل على التعلم وتخزين المعلومات في الذاكرة.
كما أن البيئة المحيطة بالطفل تلعب دورا محوريا فتعريضه للتدخين السلبي أو الملوثات البيئية المختلفة يضر بنمو الخلايا العصبية ويضعف جهازه المناعي وعلى الصعيد النفسي فإن الطفل الذي يعيش في بيئة يسودها العنف أو الإهمال العاطفي يعاني من ضغط وتوتر نفسي يؤثران بشكل خطير على تطور دماغه فالشعور بالحب والاحتواء ضروري لنمو سليم ومتكامل.
ومن الأخطاء الشائعة أيضا ترك الطفل دون أي شكل من أشكال التحفيز العقلي فإهمال الألعاب التعليمية والتواصل اللفظي عبر سرد الحكايات أو ترديد الأغاني أو ممارسة الألعاب الذكية يبطئ من وتيرة التطور العقلي لديه وبالمثل فإن تجاهل المشكلات الصحية التي تبدو بسيطة مثل ضعف السمع أو النظر قد تكون له عواقب وخيمة على تعلمه وقدرته على الكلام إذا لم تعالج في وقت مبكر.
وشدد عبد الحميد على أن تجنب هذه الممارسات الخاطئة وتبني عادات صحية هو السبيل لضمان مستقبل أفضل للطفل ويشمل ذلك الاهتمام بتقديم وجبات غذائية متكاملة غنية بالخضروات والبروتينات من اللحوم والدواجن والأسماك بالإضافة إلى البقوليات والمكسرات والفواكه لدعم الطفل بجميع العناصر الغذائية التي يحتاجها لتقوية مناعته ونموه الصحي وهذا ينعكس إيجابيا على تطوره العقلي.
إن تنظيم مواعيد النوم وتقنين ساعات الجلوس أمام الشاشات مع الحرص على توفير بيئة مليئة بالحب والاهتمام يشعر الصغار بالطمأنينة وهو أمر حيوي للحفاظ على نموهم الجسدي والعقلي السليم فهذه الأساسيات تساعد على رفع معدلات الذكاء والتركيز لديهم وتضمن لهم أساسا قويا للتفوق الدراسي لاحقا ولذلك يجب على الأمهات مراعاتها.