
أكدت استشارية الصحة النفسية وتعديل السلوك منه بدوي أن انتقال الطفل إلى البيئة المدرسية يمثل تحديا نفسيا كبيرا قد يصدمه ويوازي في تأثيره صدمة الفطام بعد الرضاعة حيث يواجه للمرة الأولى فترات انفصال طويلة عن والدته وهو ما يجعله يشعر بالقلق والتوتر.
ويمكن للأهل رصد علامات قلق أطفالهم من المدرسة من خلال عدة مؤشرات سلوكية وجسدية واضحة فالطفل الذي يخشى الدراسة يحاول غالبا تجنب أي حوار يتعلق بالعام الدراسي الجديد ويظهر عدم الرغبة في المشاركة بشراء المستلزمات المدرسية أو تحضيرها كما أن شعوره بالتوتر المفاجئ أو رغبته الملحة في النوم كلما أثير موضوع المدرسة يعد دليلا قويا على وجود مشكلة ما.
وأشارت بدوي إلى أن هذه الحالة النفسية قد تتطور لتظهر في صورة أعراض جسدية مثل الصداع المستمر أو آلام البطن غير المبررة والتي تعتبر مؤشرات جسدية ونفسية على رفض الطفل اللاواعي لهذه التجربة الجديدة مضيفة أن الأطفال الذين التحقوا بالحضانة مسبقا يكونون أقل تأثرا بهذه الصدمة نظرا لخبرتهم السابقة في الانفصال الجزئي عن الأم.
وللتغلب على هذه المخاوف شددت على أهمية التهيئة النفسية المسبقة للطفل عن طريق سرد حكايات إيجابية تصور المدرسة كمكان ممتع ومليء بالأنشطة والأصدقاء الجدد مما يبني لديه تصورا إيجابيا ويحفزه لخوض التجربة بحماس كما أن إشراك الطفل في الاستعدادات العملية يمنحه شعورا بالانتماء والتحكم فمشاركته في اختيار لون حقيبته أو حذائه أو حتى نوع السندوتشات في صندوق طعامه يعزز من حماسه ويقلل من مقاومته.
وأوضحت بدوي أن على الآباء والأمهات أن ينقلوا لأبنائهم رؤية أعمق للتعليم تتجاوز كونه مجرد مسار للحصول على شهادة أكاديمية أو وظيفة مستقبلية فالتعليم في جوهره نعمة كبرى تساهم في صقل شخصية الطفل وبناء خبراته الحياتية وتنمية مهاراته الاجتماعية وعندما يرى الآباء هذه المرحلة بإيجابية فإن هذا الشعور ينتقل حتما إلى أطفالهم.