
يحذر خبراء الصحة من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على عدم الحصول على قسط كاف من النوم يوميا حيث يعتبر النوم عملية بيولوجية حيوية لا تقل أهمية عن الغذاء والماء وتؤكد الدراسات أن النوم لأقل من ست ساعات بشكل منتظم يعرض الجسم لمجموعة واسعة من المخاطر الصحية التي تؤثر سلبا على كافة أجهزة الجسم والعقل.
تتعرض صحة القلب والشرايين لمخاطر جسيمة نتيجة الحرمان المزمن من النوم إذ يرتبط ذلك بشكل مباشر بارتفاع ضغط الدم وزيادة في معدل ضربات القلب مما يرفع من احتمالية الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين كما يصبح الأشخاص الذين لا ينالون قسطهم الكافي من الراحة أكثر عرضة لخطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية المفاجئة.
تتراجع قدرة الجهاز المناعي على الدفاع عن الجسم بشكل ملحوظ مع قلة النوم فالنوم ضروري لإنتاج الخلايا المناعية التي تحارب العدوى وعندما لا يحصل الجسم على كفايته من الراحة يصبح أضعف في مواجهة الأمراض الشائعة مثل نزلات البرد والإنفلونزا كما أن عملية الشفاء من الجروح والالتهابات قد تستغرق وقتا أطول.
يؤدي الحرمان من النوم إلى اضطرابات هرمونية مباشرة تؤثر على الوزن وعمليات التمثيل الغذائي حيث يختل توازن هرمونات الشهية فيزداد إفراز هرمون الجريلين الذي يحفز الشعور بالجوع بينما ينخفض مستوى هرمون اللبتين المسؤول عن الإحساس بالشبع وهذا الخلل يدفع الشخص إلى الإفراط في تناول الطعام خاصة الأطعمة غير الصحية الغنية بالدهون والسكريات مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.
تتأثر الصحة العقلية والنفسية بشكل كبير بسبب عدم انتظام النوم حيث يزيد الحرمان منه من مستويات القلق والتوتر والعصبية المفرطة كما يرتبط النوم غير الكافي بزيادة خطر الإصابة باضطرابات نفسية أكثر خطورة مثل الاكتئاب الحاد واضطراب ثنائي القطب مما يؤثر على استقرار الفرد النفسي وعلاقاته الاجتماعية.
تضعف القدرات المعرفية والذهنية للإنسان بشكل واضح فالنوم يلعب دورا محوريا في تقوية الذاكرة وتنظيم المعلومات داخل الدماغ وعندما لا ينام الشخص بما فيه الكفاية تتقلص قدرته على التركيز والانتباه ويواجه صعوبة في تعلم مهارات جديدة أو تذكر المعلومات المهمة كما يتباطأ رد فعله مما يؤثر سلبا على أدائه الدراسي والمهني.
يظهر تأثير قلة النوم أيضا على المظهر الخارجي وصحة البشرة حيث يؤدي إلى شحوب الجلد وظهور الهالات السوداء تحت العينين ويسرع من ظهور التجاعيد المبكرة ويعود ذلك إلى ارتفاع هرمون التوتر الكورتيزول الذي يكسر الكولاجين المسؤول عن مرونة البشرة وحيويتها.
يزداد خطر التعرض للحوادث والإصابات بشكل كبير لدى الأشخاص المحرومين من النوم حيث إن قلة اليقظة وضعف التركيز الناتجين عن الإرهاق يرفعان من احتمالية وقوع حوادث سير خطيرة أو حوادث أثناء تشغيل الآلات في العمل وتشير الإحصاءات إلى أن الإرهاق يعد سببا رئيسيا في العديد من الكوارث.
أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات يوميا باستمرار قد يكون متوسط أعمارهم المتوقع أقصر وذلك بسبب تراكم المخاطر الصحية الخطيرة التي يتعرضون لها على المدى الطويل مثل أمراض القلب والسكري وضعف جهاز المناعة.
للحصول على نوم كاف وصحي يوصي الخبراء بتبني عادات صحية تبدأ بوضع جدول نوم ثابت والالتزام به حتى في عطلات نهاية الأسبوع ومن الضروري تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل ساعات من موعد النوم بالإضافة إلى إبعاد الأجهزة الإلكترونية كالهواتف والتلفاز قبل النوم بساعة على الأقل لأن ضوءها الأزرق يعيق إفراز هرمون النوم كما يجب تهيئة غرفة نوم هادئة ومظلمة وجيدة التهوية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام ولكن ليس في وقت متأخر من اليوم.