
قد لا تكون ضغوطات العمل والالتزامات الأسرية هي السبب الوحيد وراء الشعور بالإرهاق الدائم الذي تعاني منه ملايين النساء بل قد يشير هذا التعب المزمن إلى مشكلة صحية واسعة الانتشار هي نقص الحديد وهي حالة شائعة بشكل خاص بين النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث.
تتعدد أعراض نقص الحديد لتشمل ما هو أبعد من مجرد الإرهاق الشديد حيث تعاني المصابات من ضبابية في الدماغ وضعف في القدرة على التركيز بالإضافة إلى تساقط الشعر بشكل ملحوظ ومن العلامات الغريبة التي قد تظهر الرغبة الشديدة في مضغ الثلج كما يمكن أن يتسبب النقص في الدوار وصعوبة التنفس عند القيام بأي مجهود بدني بسيط وقد يؤدي إلى تفاقم حالات القلق والاكتئاب الموجودة مسبقًا.
يوضح الدكتور ستيفن فاين اختصاصي أمراض الدم أن الحديد معدن حيوي يساهم في توليد الطاقة داخل كل خلية بالجسم فبدونه لا تتمكن العضلات من الانقباض ولا يستطيع الدماغ التفكير بفاعلية وتشير التقديرات إلى أن حوالي 30 مليون امرأة في الولايات المتحدة وحدها تعاني من نقص في مخزون الحديد بينما يعاني ما يقارب 15% منهن من فقر الدم الناجم عن هذا النقص.
ويحدث فقر الدم حسبما يشرح الدكتور جوزيف شاتزل أستاذ أمراض الدم المشارك عندما يفشل نخاع العظم في إنتاج كمية كافية من كريات الدم الحمراء بسبب عدم توفر الحديد اللازم وتعود أسباب هذا النقص إلى عوامل متعددة أبرزها نزيف الدورة الشهرية الغزير وأمراض الجهاز الهضمي مثل داء كرون والداء البطني أو وجود قرحة معوية كما أن جراحات علاج السمنة قد تكون سببًا في ذلك.
يصبح نقص الحديد أكثر خطورة خلال فترة الحمل إذ يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مثل الولادة المبكرة أو ولادة طفل بوزن منخفض عن المعدل الطبيعي وتظهر الإحصائيات أن نصف النساء الحوامل من ذوات البشرة السمراء يعانين من نقص الحديد مقارنة بنحو ثلث الحوامل من غير السمر مما يسلط الضوء على فوارق صحية هامة.
يتوفر العلاج لنقص الحديد ويمكن أن يكون عبر تناول مكملات فموية أو من خلال الحقن الوريدي في الحالات الأكثر شدة ويشدد الخبراء على أن العلاج الجذري يكمن في معالجة السبب الرئيسي الكامن وراء النقص مثل التحكم في النزيف وينصح الأطباء كل من تعاني من تعب مستمر أو ضبابية في الذهن بالتوجه لطلب فحص لمستويات الحديد كخطوة أولى نحو استعادة الحيوية والنشاط.
ويؤكد الدكتور شاتزل أن استعادة مستويات الحديد الطبيعية لا تحسن جودة الحياة وتعيد للمرأة طاقتها المفقودة فحسب بل قد يكون لها تأثير إيجابي ملموس على مسارها المهني وحياتها بشكل عام.