آلام أسفل الظهر: عادات يومية خاطئة قد تكون السبب وأنت لا تدري

آلام أسفل الظهر: عادات يومية خاطئة قد تكون السبب وأنت لا تدري
آلام أسفل الظهر: عادات يومية خاطئة قد تكون السبب وأنت لا تدري

يشكل ألم أسفل الظهر تحديا صحيا واسع الانتشار لا يقتصر على فئة عمرية معينة بل يمتد ليشمل الشباب وكبار السن على حد سواء وقد يصل في بعض الحالات إلى درجة إعاقة الأنشطة اليومية البسيطة. ويوضح الدكتور أحمد البدوي أخصائي السمنة والعلاج الطبيعي أن فهم الأسباب المتعددة لهذه الآلام هو الخطوة الأولى نحو التعامل الصحيح معها وتجنب تفاقمها.

قد لا تكون المشكلة دائما في العمود الفقري نفسه فأحيانا تكون آلام الظهر مجرد عرض لمشكلات صحية في أجزاء أخرى من الجسم. على سبيل المثال قد تكون حصوات الكلى أو وجود التهابات في الجهاز البولي هي المسبب الرئيسي للشعور بألم حاد في منطقة أسفل الظهر. وبالنسبة للنساء قد ترتبط بعض الحالات النسائية مثل بطانة الرحم المهاجرة أو التهابات الحوض ارتباطا مباشرا بظهور هذه الآلام.

ترتبط العديد من حالات ألم الظهر بمشكلات هيكلية مباشرة في العمود الفقري وتعد من الأسباب الشائعة. ومن أبرز هذه المشكلات الانزلاق الغضروفي المعروف بالديسك والذي يحدث عند بروز المادة الهلامية من بين الفقرات لتضغط على الجذور العصبية مسببة ألما قد يمتد إلى الساقين. كما أن تآكل الغضاريف الفاصلة بين الفقرات مع مرور الزمن وهو ما يعرف بخشونة الفقرات يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها والشعور بألم مستمر خاصة مع الحركة.

تؤدي العادات اليومية الخاطئة دورا كبيرا في ظهور آلام أسفل الظهر وتفاقمها فالجلوس المتواصل لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر أو في المكاتب يفرض حملا وضغطا مستمرا على الفقرات القطنية وعضلات الظهر. كما أن تبني وضعيات جلوس أو نوم غير صحيحة باستخدام كراسي غير مريحة أو النوم على فراش لا يوفر الدعم الكافي للعمود الفقري يساهم في إجهاده وظهور الألم.

يمكن للحالة النفسية أن تؤثر بشكل مباشر على الصحة الجسدية حيث يعتبر التوتر والقلق من العوامل التي تزيد من الشد العضلي المزمن في منطقة الظهر. وقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين الإصابة بالاكتئاب وزيادة حدة الشعور بآلام الظهر المزمنة إذ يؤثر الاكتئاب على طريقة معالجة الدماغ لإشارات الألم.

هناك عوامل أخرى تزيد من احتمالية الإصابة بهذه الآلام المزعجة مثل زيادة الوزن والسمنة التي تضع عبئا إضافيا ومستمرا على فقرات أسفل الظهر. كذلك قلة النشاط البدني وعدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يؤدي إلى ضعف عضلات الجذع والبطن التي تعمل على دعم العمود الفقري وحمايته مما يجعله أكثر عرضة للإصابات والآلام.

في حالات معينة قد تكون الأسباب أكثر خطورة وتتطلب تدخلا طبيا فوريا. ومن بين هذه الأسباب ضيق القناة العصبية المحيطة بالحبل الشوكي مما يسبب ضغطا شديدا على الأعصاب. كما أن التشوهات في بنية العمود الفقري مثل الانحناء الجانبي أو ما يعرف بالجنف قد تسبب توزيعا غير متساو للضغط على الفقرات والعضلات. وفي حالات نادرة يمكن أن تكون الأورام أو الالتهابات البكتيرية في الفقرات هي السبب الكامن وراء الألم.

تتسبب بعض الأمراض الجهازية في ظهور آلام أسفل الظهر ومنها التهابات المفاصل الروماتيزمية مثل الروماتويد أو الفقار اللاصق التي تسبب التهابا مزمنا وتيبسا في المفاصل خاصة عند الاستيقاظ صباحا. بالإضافة إلى ذلك فإن هشاشة العظام التي تضعف بنية الفقرات وتجعلها أكثر عرضة للكسور الانضغاطية الصغيرة قد تكون سببا في ألم مفاجئ وحاد.

على الرغم من أن معظم حالات ألم الظهر بسيطة وتتحسن مع الراحة إلا أن هناك علامات تحذيرية تستدعي استشارة الطبيب دون تأخير. وتشمل هذه العلامات استمرار الألم لفترة طويلة دون أي تحسن ملحوظ أو انتشاره ليصل إلى الساقين مصحوبا بشعور بالتنميل أو ضعف في العضلات. كما يجب الانتباه في حال صاحب الألم أعراض أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة أو فقدان الوزن غير المبرر أو صعوبة في التحكم في وظائف المثانة أو الأمعاء.