منتدى حوار المدن.. 8 مدن تستعرض مشاريع بأكثر من 6.2 مليارات ريال

منتدى حوار المدن.. 8 مدن تستعرض مشاريع بأكثر من 6.2 مليارات ريال


شهد منتدى حوار المدن العربية الأوروبية المنعقد في العاصمة الرياض، جلسة حوارية متقدمة بعنوان “منتدى التمويل الحضري: رؤى من المؤسسات المالية”.
وخُصصت لاستعراض مبادرات التنمية في مجاليّ التمويل والاستثمار، بمشاركة رفيعة ضمّت عددًا من رؤساء الوفود، والأمناء، والعمداء، ورؤساء البلديات، إلى جانب ممثلي مؤسسات التمويل الدولية وصناديق التنمية.

منتدى حوار المدن

وبلغ إجمالي قيمة المشروعات المعروضة والمتوقعة للتمويل نحو 6.2 مليارات ريال، وشهدت الجلسة مشاركة كل من الصندوق السعودي للتنمية، والبنك الأفريقي للتنمية، وصندوق الأمم المتحدة لسلامة الطرق، ومؤسسة التمويل الأفريقية.
وجاءت الجلسة بوصفها إحدى المحطات المحورية ضمن “مسار العمل” في المنتدى؛ لتكون منصة مفتوحة للحوار العملي بين المدن العربية والأوروبية والجهات المانحة، وذلك في سياق دعم جهود التنمية الحضرية، وتحفيز الاستثمارات المستدامة.
وتهدف الجلسة؛ إلى ردم الفجوة بين احتياجات البلديات المتزايدة في تطوير البنية التحتية والخدمات الحضرية، وبين أدوات التمويل الدولية المتاحة، من خلال ربط المشاريع المقترحة من المدن مباشرة بجهات التمويل، وإتاحة الفرصة لتلقي التغذية الراجعة من الخبراء وصناع القرار.

تجارب مؤسسات التمويل

وتوزعت أعمال الجلسة على مسارين رئيسين، حيث خُصص مسار الحلول لاستعراض تجارب مؤسسات التمويل، وآلياتها في تصميم شراكات إستراتيجية على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.
فيما ركز مسار المشاريع على تقديم المدن عروضًا تفصيلية لمبادرات حضرية قيد التنفيذ أو في مرحلة التخطيط؛ بهدف الحصول على تمويل مباشر، أو الدخول في شراكات تنموية طويلة الأجل.
وأدار الجلسات كل من كبير الاقتصاديين في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الدكتور كايل فاريل، ورئيس قسم التنمية الاقتصادية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كارين ماجواير.

تعزيز البيئة الحضرية

وفي امتداد فعلي لأهداف الجلسة، شهد المنتدى تقديم 8 مدن عربية وأوروبية لمشاريعها التنموية أمام عدد من مؤسسات التمويل الدولية، ضمن مسار مباشر للتواصل والتفاعل مع الجهات المانحة، إذ بلغ إجمالي قيمة المشاريع المعروضة والمتوقعة للتمويل نحو 6.2 مليارات ريال.
واستعرضت مدينة كيشيناو مشروع ترميم “مطحنة الحمراء”؛ الذي يهدف إلى إعادة إحياء المبنى الصناعي التراثي الوحيد في المدينة وتحويله إلى مركز إبداعي يدعم شبكة الفضاءات الثقافية.
فيما طرحت مدينة جيبوتي مشروع “مدينة دون نفايات” لتحسين إدارة النفايات، وتعزيز البيئة الحضرية من خلال مبادرات لإعادة التدوير والتوعية المجتمعية.

تحسين البنية البيئية

وقدّمت رام الله مشروع إنشاء محطة لفرز النفايات الصلبة للحد من النقل وتحسين البنية البيئية، بينما عرضت مدينة نيس الفرنسية مشروع تمديد خط الترام رقم 4 ضمن خطة متكاملة لتطوير شبكة النقل العام.
وفي ذات السياق، كشفت مدينة مدريد عن مشروعها الضخم “مدريد نويفو نورتي” لتحويل مساحات صناعية إلى منطقة حضرية مستدامة متعددة الاستخدامات.
أما مدينة الدمام فقد شاركت بمشروع لإعادة تأهيل شارعي 6، و8 في حي الشاطئ الشرقي، يركّز على تحسين البنية التحتية وسلامة المشاة والدراجات، ويتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، في حين قدّمت مدينة أربيل مبادرة لتحويل المدينة إلى بيئة صديقة للدراجات عبر بنية تحتية مخصصة وآمنة.

شراكات تنموية مستدامة

بينما عرضت مدينة نواكشوط مشروع صندوق إقليمي للتكيّف المناخي؛ يهدف إلى دعم مشاريع حضرية خضراء قائمة على الطاقة الشمسية والزراعة الحضرية وتحسين النقل.
وشكّل هذا التفاعل المباشر بين المدن والمؤسسات التمويلية أحد المخرجات العملية الأهم للمنتدى، إذ عكس قدرة المدن على طرح مبادرات نوعية قابلة للتنفيذ.
بالإضافة إلى فتح آفاقًا ملموسة لبناء شراكات تنموية مستدامة تدعم مستقبل المدن وتحاكي متغيرات الواقع المناخي والاقتصادي.