واصلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعها الملحوظ خلال تداولات يوم الخميس الموافق 11 سبتمبر 2025 حيث تمكن المعدن الأصفر من تثبيت أقدامه فوق مستوى 3600 دولار للأونصة مدفوعا بتكهنات متزايدة حول خفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الشهر وهو ما يترقبه المستثمرون عن كثب.
وجاء هذا الأداء القوي في أعقاب بيانات تقرير الوظائف الأمريكي الذي صدر الجمعة الماضية والذي عزز رهانات خفض أسعار الفائدة حيث كشفت البيانات أن الاقتصاد قد أضاف وظائف خلال العام الماضي بعدد أقل بمقدار 911 ألف وظيفة عما كان متوقعا في السابق وهو ما يمثل إشارة واضحة على تباطؤ سوق العمل وتراجع نمو الرواتب. وقد أثبتت بيانات الرواتب غير الزراعية جدوى الاتجاه نحو خفض الفائدة في اجتماع السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي المقرر عقده في سبتمبر.
وتشير التحليلات الفنية إلى أن احتمالية خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس قد تزايدت بشكل كبير بينما توجد توقعات أخرى بنسبة أقل تبلغ 6% بأن يقدم البنك الفيدرالي على خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس دفعة واحدة خلال اجتماعه المرتقب هذا الشهر.
وانعكس هذا الزخم العالمي على السوق المحلي المصري حيث شهدت أسعار الذهب ارتفاعا ملحوظا فقد سجل سعر الذهب عيار 24 مستوى 5611 جنيها للجرام وبلغ سعر الذهب عيار 21 الأكثر انتشارا 4910 جنيهات للجرام. أما سعر الذهب عيار 18 فقد وصل إلى 4208 جنيهات للجرام في حين سجل سعر الجنيه الذهب الذي يزن 8 جرامات من عيار 21 قيمة 39280 جنيها.
وعلى الصعيد العالمي افتتحت أونصة الذهب تداولات اليوم عند مستوى 3627 دولارا لتسجل ارتفاعا بنسبة 0.5% وتصل إلى أعلى مستوى عند 3648 دولارا قبل أن تتداول حاليا عند 3644 دولارا للأونصة. ويأتي هذا بعد أن كان المعدن النفيس قد سجل يوم أمس مستوى تاريخيا جديدا عند 3674 دولارا للأونصة ليحقق بذلك ارتفاعا منذ بداية العام بنسبة تتجاوز 38%.
وفي سياق متصل قام بنك ANZ بتحديث توقعاته لسعر الذهب للفترة المتبقية من عام 2025 والعام المقبل مشيرا إلى أن استمرار التوترات الجيوسياسية والتحديات التي تواجه الاقتصاد الكلي بالإضافة إلى توقعات التيسير النقدي في الولايات المتحدة ستعزز من الطلب على المعدن كملاذ آمن. ورفع البنك توقعاته لسعر الأونصة بنهاية العام إلى 3800 دولار بدلا من 3600 دولار سابقا كما يتوقع أن تصل الأسعار إلى ذروتها عند 4000 دولار بحلول يونيو 2026.
وأشار تقرير البنك إلى أن التدفقات الاستثمارية الاستراتيجية في الذهب تجاوزت 400 طن حتى الآن هذا العام مدفوعة بتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا. ويتوقع البنك طلبا إضافيا من هذه الصناديق يبلغ 200 طن خلال الفترة المتبقية من عام 2025.
وتظل مشتريات البنوك المركزية مصدرا رئيسيا لدعم الأسعار حيث يتوقع بنك ANZ أن تتراوح مشترياتها في النصف الثاني من العام بين 485 و 515 طنا ليصل إجمالي مشتريات العام بأكمله إلى 950 طنا على الرغم من التباطؤ الذي شهده النصف الأول.
ورغم المعنويات المتفائلة في السوق إلا أن التوقعات على المدى القريب تعتمد بشكل كبير على بيانات التضخم الأمريكية التي ستصدر هذا الأسبوع فإذا جاءت هذه البيانات مرتفعة قد يقلل ذلك من توقعات خفض الفائدة ويحفز حركة تصحيح هبوطية للذهب خاصة في ظل وصول مؤشرات الشراء إلى مستويات التشبع.
