
يعد الحصول على شعر صحي وقوي من الجذور إلى الأطراف مؤشرا على العناية الشاملة بالجسم ويعكس نمط حياة متوازن وصحي. إن حيوية الشعر ولمعانه لا تأتي فقط من المنتجات الخارجية بل هي نتاج تغذية داخلية سليمة وروتين عناية دقيق يهدف إلى حماية الشعر وتقويته باستمرار.
تبدأ رحلة تقوية الشعر من الداخل حيث يشكل النظام الغذائي المتوازن حجر الزاوية في هذه العملية. يعتمد الشعر في تكوينه بشكل أساسي على البروتينات لذلك يجب الحرص على تناول مصادرها الغنية مثل اللحوم البيضاء والأسماك والبيض والبقوليات. بالإضافة إلى ذلك تلعب الفيتامينات والمعادن دورا حيويا في دعم صحة البصيلات ومنع التساقط ومن أهمها فيتامينات أ وب وج ود وهـ إلى جانب الزنك والحديد والمغنيسيوم المتوفرة بكثرة في الخضروات والفواكه والمكسرات. ولا تكتمل التغذية الداخلية دون شرب كميات كافية من الماء لترطيب الجسم والشعر ومنع جفافه وتقصفه.
تؤثر الحالة النفسية والجسدية بشكل مباشر على صحة الشعر فالإجهاد والتوتر العصبي من أبرز المسببات لتساقط الشعر وإضعاف نموه لذا فإن ممارسة تمارين الاسترخاء كاليوجا أو المشي بانتظام تساعد على تحسين الحالة المزاجية وتخفيف التوتر. ويكتمل هذا الجانب بالحصول على قسط كاف من النوم العميق لمدة تتراوح بين سبع وثماني ساعات يوميا حيث يقوم الجسم خلال النوم بتجديد خلاياه ومن ضمنها بصيلات الشعر مما يعزز نموها وقوتها.
تتطلب العناية الخارجية بالشعر اتباع خطوات صحيحة أثناء الغسل فالطريقة المتبعة تلعب دورا كبيرا في الحفاظ على صحته. ينصح باختيار شامبو مناسب لنوع الشعر سواء كان دهنيا أم جافا مع تجنب غسله بشكل يومي والاكتفاء بمرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا للحفاظ على زيوته الطبيعية الواقية. ومن الضروري استخدام ماء فاتر أثناء الغسل لأن الماء شديد السخونة يضعف الجذور ويتسبب في جفاف الشعر وفروة الرأس.
يعد تدليك فروة الرأس خطوة بسيطة وفعالة جدا لتحفيز الدورة الدموية وتقوية الجذور. يمكن القيام بذلك باستخدام أطراف الأصابع وبحركات دائرية لطيفة مما يزيد من تدفق الأكسجين والغذاء إلى بصيلات الشعر. ولتعزيز الفائدة يمكن استخدام زيوت طبيعية أثناء التدليك مثل زيت الزيتون أو جوز الهند أو زيت الخروع المعروفة بخصائصها المعززة لنمو الشعر.
تحتاج أطراف الشعر إلى عناية خاصة وترطيب عميق لأنها الجزء الأكثر عرضة للتلف والتقصف. يعتبر حمام الزيت الأسبوعي علاجا مثاليا لترطيب الأطراف باستخدام زيوت مغذية كزيت الأرجان أو زيت اللوز الحلو. كما يمكن الاعتماد على ماسكات طبيعية مصنوعة من مكونات مثل العسل والزبادي أو الأفوكادو لترطيب الشعر بعمق وتغذيته.
إن حماية الشعر من العوامل الضارة جزء لا يتجزأ من روتين العناية. يجب تقليل استخدام أدوات التصفيف الحرارية كالمجفف والمكواة التي تسبب تلفا كبيرا للشعر وإضعافه. ويفضل ترك الشعر ليجف في الهواء بشكل طبيعي وعند الضرورة القصوى لاستخدام الحرارة يجب تطبيق واق حراري مسبقا. وبالمثل ينبغي الحد من استخدام الصبغات والمواد الكيميائية القاسية التي تضعف بنية الشعر.
هناك عادات يومية بسيطة تساهم في الحفاظ على قوة الشعر منها تجنب شده بقوة عند عمل تسريحات مختلفة واستخدام مشط ذي أسنان واسعة بدلا من الفرشاة القاسية خاصة عندما يكون الشعر مبللا لأنه يكون في أضعف حالاته وأكثر عرضة للتكسر. كما يساعد قص الأطراف المتقصفة بانتظام كل ستة إلى ثمانية أسابيع على منع امتداد التلف لباقي خصلات الشعر ويمنحه مظهرا أكثر صحة وكثافة.