
يشكل سرطان الحلق تحديًا صحيًا كبيرًا نظرًا لتشابه أعراضه الأولية مع أمراض بسيطة وشائعة مثل نزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي. هذا التشابه قد يؤدي إلى تأخير التشخيص مما يقلل من فرص العلاج الفعال لهذه الحالة الخطيرة التي تصيب أنسجة البلعوم والحنجرة والمناطق المحيطة بها والتي قد تهدد حياة المريض إذا لم يتم اكتشافها في وقت مبكر.
تعتبر التغيرات الصوتية المستمرة مثل بحة الصوت التي تدوم لأسابيع دون تحسن من أبرز العلامات التحذيرية التي يجب أخذها على محمل الجد خاصة إذا لم تستجب للراحة أو العلاجات البسيطة. ومع مرور الوقت قد يصبح الصوت أضعف أو خشنا بشكل متزايد. وإلى جانبها تبرز صعوبة البلع التي تبدأ بشعور بوجود شيء عالق في الحلق وتتطور لتسبب ألما عند تناول الطعام. وقد أشارت دراسة طبية بريطانية إلى أن هذين العرضين تحديدا هما من أكثر المؤشرات المبكرة شيوعا حيث ظهرت بحة الصوت لدى أكثر من نصف المرضى وصعوبة البلع لدى نحو أربعين بالمئة منهم.
يختلف التهاب الحلق المرتبط بالورم السرطاني عن الالتهاب العادي بكونه مستمرا ولا يستجيب للعلاجات التقليدية كالمضادات الحيوية أو أقراص المص. يتفاقم الألم تدريجيا مع الوقت وقد يتركز في جانب واحد من الحلق ويزداد الانزعاج بشكل ملحوظ عند الكلام أو محاولة تناول الطعام. ويجب فحص أي التهاب حلق يستمر لعدة أسابيع دون استجابة للعلاج.
قد يمتد تأثير الورم ليصل إلى الأعصاب المجاورة مسببا ألما في الأذن لا يرتبط بوجود عدوى وهو ما يعرف بالألم الرجيع. وفي مراحل لاحقة قد يلاحظ المصاب ظهور كتل أو تورم في منطقة الرقبة نتيجة انتشار الخلايا السرطانية إلى الغدد الليمفاوية وعادة ما تكون هذه الكتل صلبة الملمس وغير مؤلمة وتنمو ببطء على عكس الغدد المتورمة الناتجة عن العدوى.
مع نمو الورم في الحلق قد يبدأ في إعاقة مجرى الهواء مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس أو ظهور صوت صفير عند الشهيق. كما قد يعاني المريض من سعال مزمن لا يختفي وقد يكون مصحوبا في بعض الأحيان بخروج دم مما يؤثر على الأنشطة اليومية والقدرة على النوم بشكل مريح. وتستدعي هذه الأعراض التنفسية المستمرة تقييما طبيا فوريا.
يُعد فقدان الوزن غير المبرر والتعب الشديد من الأعراض العامة التي قد تصاحب سرطان الحلق. يستهلك الجسم كميات كبيرة من الطاقة في مقاومة المرض مما يؤدي إلى خسارة الوزن وكتلة العضلات بشكل ملحوظ ويزيد من تفاقم هذه الحالة صعوبة تناول الطعام بسبب الألم. ويشعر المريض بإرهاق عام لا يتحسن حتى مع الحصول على قسط كافٍ من الراحة.