
يطرح باحثون احتمالية وجود صلة بين التغيرات المفاجئة في الشهية والإصابة بالسرطان حيث قد تظهر هذه الرغبات غير المألوفة تجاه أطعمة معينة قبل ثلاثة أشهر من ظهور الأعراض التقليدية للمرض مما يفتح الباب أمام اعتبارها مؤشرات تحذيرية مبكرة قد تساهم في الكشف المبكر وتعزيز فرص نجاح العلاج.
ويوضح أستاذ في العلوم الطبية الحيوية أن هذه الفكرة مستمدة بشكل أساسي من ملاحظات سريرية حيث يروي بعض المرضى تجاربهم مع تغيرات جذرية في حاسة التذوق والشهية أحيانا قبل التشخيص وأحيانا أخرى بعد بدء العلاج وقد وصف بعضهم كيف أصبح طعم مشروباتهم المعتادة سيئا فجأة أو كيف تحولت أطباقهم المفضلة إلى مصدر للاشمئزاز.
ورغم قوة هذه الروايات الشخصية يؤكد الأطباء أنها تظهر قدرة السرطان على التأثير في طريقة تذوقنا للطعام ولكنها لا تعني بالضرورة أن عرضا واحدا أو رغبة معينة يمكن أن تكون بديلا موثوقا للتشخيص الطبي السليم فالأمر أكثر تعقيدا من مجرد ربط شهية معينة بالمرض ويشكك الخبراء في كون هذه الرغبات علامة تشخيصية مؤكدة.
ويفسر الخبراء هذه الظاهرة بأن المرض نفسه يؤثر على بيولوجيا الجسم إذ يتسبب في حدوث التهابات وتباطؤ في عمليات الأيض بالإضافة إلى إحداث تغييرات في حاستي الشم والتذوق وهي كلها عوامل رئيسية تؤثر بشكل مباشر على كيفية ونوعية الطعام الذي يشتهيه الشخص وسلوكياته الغذائية.
وينصح الخبراء بضرورة عدم استبعاد أي مجموعة غذائية من النظام الغذائي بشكل مفاجئ بناء على شكوك فقط لأن هذا التقييد قد يؤدي إلى فقدان غير مبرر للوزن ونقص في العناصر الغذائية الأساسية مما قد يصعب تحمل العلاج لاحقا ويؤثر سلبا على مسار التعافي فالتشخيص الدقيق يتطلب فحصا طبيا شاملا.
وبالنسبة للمرضى الذين تم تشخيصهم بالفعل بالسرطان من المهم التركيز على تناول نظام غذائي متوازن وغني بالأطعمة الصحية والموسمية مع الحفاظ على النشاط البدني قدر الإمكان والالتزام بخطط العلاج والفحوصات القائمة على الأدلة العلمية واستخدام التحاليل المستهدفة مثل دراسات الحديد عند ظهور أعراض تستدعي ذلك.