
على الرغم من الشهرة الواسعة التي يتمتع بها الزعتر كعنصر أساسي في المطبخ وكمكون علاجي في الطب الشعبي فإن خبراء الصحة يطلقون تحذيرات من أضرار قد تكون كارثية عند استهلاكه بشكل خاطئ أو من قبل فئات معينة مما يستدعي مراجعة المعتقدات الشائعة حول سلامته المطلقة.
تكمن إحدى أبرز المخاطر في قدرة الزعتر على إبطاء عملية تخثر الدم بشكل ملحوظ وهو ما يجعله مصدر قلق كبير للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف أو يتناولون أدوية مسيلة للدم حيث قد يؤدي إلى زيادة خطر النزيف والكدمات بشكل حاد وينصح الأطباء بضرورة التوقف التام عن استهلاكه قبل أي إجراء جراحي مقرر بأسبوعين على الأقل لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة أثناء وبعد العملية.
يمثل زيت الزعتر العطري تحديداً تهديداً أكبر بكثير من العشبة نفسها فهو مركب شديد التركيز ويمكن أن يكون ابتلاعه ساماً ويسبب أضراراً بالغة للأعضاء الداخلية لذا يجب الامتناع تماماً عن تناوله داخلياً إلا تحت إشراف طبي متخصص وصارم فالاستخدام الآمن له يقتصر عادة على الاستعمال الخارجي المخفف.
قد يتسبب الزعتر في حدوث ردود فعل تحسسية لدى بعض الأفراد خاصة أولئك الذين لديهم حساسية معروفة تجاه نباتات أخرى تنتمي إلى العائلة الشفوية مثل النعناع والأوريجانو والمردقوش والريحان ويمكن أن تتراوح أعراض الحساسية من طفح جلدي خفيف وحكة إلى أعراض أكثر خطورة مثل صعوبة التنفس.
ينبغي على النساء الحوامل والمرضعات توخي الحذر الشديد وتجنب استهلاك الزعتر بكميات علاجية أو دوائية نظراً لعدم وجود دراسات كافية تؤكد سلامته على الجنين أو الرضيع بالإضافة إلى احتمالية تأثيره على توازن الهرمونات في الجسم.
قد يؤثر الزعتر على مستويات الهرمونات في الجسم لأنه قد يعمل بشكل مشابه لهرمون الإستروجين وهذا الأمر يجعله غير مناسب للأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية حساسة للهرمونات مثل بعض أنواع سرطانات الثدي أو الرحم أو المبيض حيث يمكن أن يؤدي استهلاكه إلى تفاقم هذه الحالات.
حتى بالنسبة للأشخاص الأصحاء فإن الإفراط في تناول الزعتر أو شاي الزعتر يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي قد تشمل الشعور بالغثيان أو التسبب في تقلصات وآلام في المعدة وهو ما يؤكد على أهمية الاعتدال دائماً في استهلاك الأعشاب.