مع اقتراب عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة يشكل تنظيم مواعيد نوم الأطفال بعد فترة طويلة من السهر في الإجازة الصيفية تحديا كبيرا يواجه العديد من الأسر حيث يحتاج الجسم لفترة انتقالية للتكيف مع النظام الجديد ويقترح الخبراء خطة عملية يمكن تطبيقها خلال أسبوع واحد فقط للمساعدة في ضبط الساعة البيولوجية للطفل بكل سهولة.
ويؤكد متخصصون في مجال النوم أن التغيير المفاجئ في مواعيد النوم قد يسبب إرهاقا للطفل لذا ينصحون بالبدء في تبكير موعد النوم تدريجيا بمقدار نصف ساعة فقط كل ليلة على مدار يومين متتاليين فعلى سبيل المثال إذا كان الطفل معتادا على النوم في منتصف الليل يتم تقديم الموعد إلى الحادية عشرة والنصف في الليلة الأولى ثم إلى الحادية عشرة في الليلة التي تليها.
ويعد الانضباط في موعد الاستيقاظ عاملا حاسما لا يقل أهمية عن النوم المبكر إذ يساعد على تنظيم دورة النوم الطبيعية للجسم ويوصي الخبراء بجعل روتين الصباح محببا للطفل من خلال أنشطة ممتعة مثل تناول وجبة إفطار جماعية أو الاستماع لموسيقى هادئة ليرتبط الاستيقاظ المبكر في ذهنه بذكريات إيجابية وليس أمرا مفروضا عليه.
ولتحسين جودة النوم يجب إبعاد الأطفال عن جميع أنواع الشاشات كالهواتف والأجهزة اللوحية والتلفاز قبل ساعتين على الأقل من الذهاب إلى الفراش لأن الضوء الأزرق المنبعث منها يحفز المخ ويبقيه في حالة يقظة مما يعيق الاسترخاء ويمكن استبدال هذا الوقت بأنشطة هادئة تساعد على تهدئة الأعصاب مثل قراءة قصة شيقة أو الاستماع لكتاب صوتي.
إن تهيئة غرفة نوم مريحة تلعب دورا محوريا في تشجيع الطفل على النوم حيث يجب أن تكون البيئة المحيطة به هادئة ومعتمة لتعزيز إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن الشعور بالنعاس وينصح بتقليل الإضاءة في الغرفة واستخدام مصابيح خافتة قبل وقت النوم لإرسال إشارات للجسم بأن وقت الراحة قد حان.
ومع نهاية الأسبوع التحضيري يُفضل تخصيص اليوم الأخير لمحاكاة يوم دراسي متكامل يبدأ بالاستيقاظ في الموعد المحدد للمدرسة مرورا بتجهيز الحقيبة المدرسية وتناول الفطور ثم ممارسة نشاط ذهني بسيط يحاكي أداء الواجبات المدرسية وهذا التمرين العملي يساعد الطفل على التأقلم الكامل مع روتين المدرسة قبل بدئها فعليا.
