الملوخية على أصولها بأسرار جدتي لطشة ولون أخضر وطعم لا يقاوم

الملوخية على أصولها بأسرار جدتي لطشة ولون أخضر وطعم لا يقاوم
الملوخية على أصولها بأسرار جدتي لطشة ولون أخضر وطعم لا يقاوم

تتجاوز الملوخية كونها مجرد وجبة على المائدة المصرية فهي تمثل إرثا طهويا عريقا توارثته الأجيال وما زالت تحتفظ بمكانتها كأحد الأطباق المفضلة لدى الكبار والصغار على حد سواء وإلى جانب مذاقها الفريد الذي لا يقاوم تعد هذه الأوراق الخضراء كنزا غذائيا غنيا بالفوائد الصحية مما يجعل إتقان طهيها هدفا تسعى إليه الكثير من ربات البيوت.

تعتبر الملوخية حصنا منيعا لدعم صحة الجهاز المناعي نظرا لاحتوائها على نسب مرتفعة من فيتامين سي وفيتامين إي وهما من مضادات الأكسدة القوية التي تحمي خلايا الجسم من التلف وتقاوم العدوى والأمراض المختلفة كما أن غناها بالمعادن الأساسية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم يجعلها غذاء مثاليا لتعزيز صحة العظام وحمايتها من خطر الهشاشة خاصة مع التقدم في العمر.

على صعيد صحة الجهاز الهضمي تلعب الألياف الغذائية الوفيرة في الملوخية دورا حيويا في تسهيل حركة الأمعاء والوقاية من مشكلات الإمساك وعسر الهضم كما أنها تساهم بفاعلية في الوقاية من فقر الدم بفضل محتواها الجيد من عنصر الحديد الذي يعزز إنتاج خلايا الدم الحمراء ويزداد امتصاصه في الجسم عند تناولها مع مصدر لفيتامين سي مثل عصير الليمون.

ولا تقتصر فوائدها على الصحة الداخلية فقط فالفيتامينات المضادة للأكسدة مثل فيتامين أ وفيتامين إي تساهم في تجديد خلايا البشرة ومنحها نضارة وحيوية كما تدعم نمو الشعر وتكسبه القوة واللمعان كما أن وفرة فيتامين أ يجعلها ضرورية للحفاظ على صحة العين وسلامة النظر.

ولتحضير طبق ملوخية شهي ومضمون النجاح تبدأ العملية باختيار حزمة طازجة تزن حوالي نصف كيلو غرام مع تجهيز كمية مناسبة من مرق الدجاج أو اللحم ورأس ثوم كاملة مهروسة وملعقتين كبيرتين من السمن بالإضافة إلى ملعقة كبيرة من الكزبرة الناشفة ومكعب مرقة وحبة طماطم صغيرة جدا ومفرومة وملعقة سكر كبيرة والتي تعتبر من أسرار النكهة المميزة.

تبدأ خطوات الطهي بتقطيف أوراق الملوخية ثم غسلها بعناية فائقة وتجفيفها تماما قبل فرمها إما باستخدام المخرطة التقليدية أو محضرة الطعام حتى تصل إلى قوام ناعم ومتجانس وفي وعاء على النار توضع ملعقة من السمن ويضاف إليها جزء من الثوم المهروس مع مكعب المرق ويتم تشويحهما حتى يكتسب الثوم لونا ذهبيا خفيفا.

بعد ذلك يضاف المرق الساخن إلى الوعاء مع الجزء الثاني من الثوم المهروس وملعقة السكر وحبة الطماطم المفرومة ويترك الخليط ليغلي وعندما يصل المرق لدرجة الغليان تأتي اللحظة الحاسمة بإضافة الملوخية المفرومة مع ضرورة التقليب المستمر والسريع لضمان تجانسها التام مع المرق ومنع تكتلها وتترك لتغلي لمدة دقيقتين فقط لا أكثر للحفاظ على لونها وقوامها ثم ترفع من على النار.

وفي مقلاة صغيرة منفصلة تحضر الطشة الشهيرة وذلك بوضع الملعقة المتبقية من السمن والجزء الأخير من الثوم المهروس مع ملعقة الكزبرة الناشفة وتشويح المكونات معا حتى يصبح لون الثوم ذهبيا ورائحته زكية ثم تسكب هذه الطشة مباشرة فوق الملوخية مع التقليب ليمتزج الخليطان وتكتمل النكهة.

وللحصول على طعم مميز وإضافات غنية يمكن تعزيز طبق الملوخية بإضافة لحم مفروم معصج أو قطع دجاج صغيرة كما يمكن الحفاظ على لونها الأخضر الزاهي بإضافة رشة بسيطة من بيكربونات الصوديوم إليها بعد غسلها أما إضافة بضع قطرات من عصير الليمون عند التقديم فيمنحها مذاقا منعشا ومميزا.

ولتوفير الوقت والجهد يمكن تخزين الملوخية الخضراء بطرق تضمن بقاءها طازجة لمدة تصل إلى عام كامل وتعتمد الطريقة الأولى على تقطيف الأوراق وغسلها وتجفيفها ثم وضعها كما هي في أكياس وحفظها في المجمد وعند الحاجة تخرج وهي مجمدة وتفرم مباشرة في محضرة الطعام.

أما الطريقة الثانية فتتضمن فرم الملوخية بعد غسلها ثم تحضير محلول بسيط مكون من قليل من الماء مع عصير نصف ليمونة وملعقة سكر وبعد إذابة المكونات جيدا تضاف إليها الملوخية المفرومة وتقلب ثم تقسم في أكياس وتجمد وهذه الطريقة تساعد على الاحتفاظ بلونها وقوامها لفترة طويلة.