
يعد التفاح واحدا من أكثر الفواكه شعبية وقيمة غذائية على مستوى العالم فهو لا يتميز فقط بمذاقه الطيب وسهولة تناوله بل يمثل كنزا من الفوائد الصحية التي تدعم وظائف الجسم الحيوية وتقي من الأمراض المزمنة مما يجعله عنصرا أساسيا في أي نظام غذائي صحي ومتوازن.
يلعب التفاح دورا محوريا في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية بفضل غناه بالمركبات المضادة للأكسدة مثل الفليفونويد التي تمنع ترسب الكوليسترول الضار على جدران الشرايين. كما تساهم ألياف البكتين القابلة للذوبان في تقليل امتصاص الكوليسترول في الأمعاء مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية ويدعم الجسم في علاج حالات فقر الدم.
يعتبر التفاح منظما طبيعيا للجهاز الهضمي حيث إن وفرة الألياف الغذائية فيه وخاصة البكتين تسهل حركة الأمعاء وتمنع مشاكل مثل الإمساك والبواسير. وتعمل هذه الألياف أيضا على تخليص الجسم من السموم والمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق وتساهم في الوقاية من تكون حصوات المرارة ودعم وظائف الكبد في عملية التطهير.
تمتد فوائد التفاح لتشمل الوقاية من الأمراض الخطيرة حيث تعمل مضادات الأكسدة القوية فيه على محاربة الجذور الحرة ومنع التغيرات السرطانية في الخلايا. بالإضافة إلى ذلك يسهم تناوله بانتظام في تعزيز جهاز المناعة وعلاج بعض الحالات التنفسية كالربو كما تشير الدراسات إلى دوره في حماية الخلايا العصبية وتعزيز صحة الدماغ والوقاية من أمراض مثل الزهايمر.
على صعيد آخر يقدم التفاح دعما لصحة العظام لاحتوائه على مادة البورون التي تقوي بنيتها. ويحتوي أيضا على مواد التانين التي تمنع تسوس الأسنان وتحافظ على صحة اللثة وتقيها من الالتهابات الميكروبية وتحمي من التهابات المجاري البولية. وبفضل مؤشره السكري المنخفض يعد التفاح خيارا مثاليا للسيطرة على مرض السكري والتحكم في الشعور بالجوع دون رفع مستويات السكر في الدم بشكل حاد.
ورغم تشابه القيمة الغذائية بين جميع أصناف التفاح إلا أن التفاح الأخضر يتميز بتركيزات أعلى من بعض أنواع البوليفينول والألياف. هذه الميزة تجعله أكثر فعالية في تعزيز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء مما ينعكس إيجابا على تقليل مخاطر الاضطرابات الأيضية والالتهابات في الجسم.
يساعد التفاح الأخضر الغني بالألياف في عملية إنقاص الوزن من خلال عدة آليات. أولا يتطلب مضغا أطول مما يزيد من إفراز اللعاب ويعزز الشعور بالامتلاء والشبع لفترة أطول. ثانيا تعمل الألياف على تحسين امتصاص العناصر الغذائية مع تقليل كمية السعرات الحرارية التي يمتصها الجسم. وأخيرا تشغل الألياف حيزا في المعدة دون إضافة سعرات حرارية كبيرة مما يجعل التفاح وجبة خفيفة مثالية ومشبعة حيث توفر تفاحة متوسطة الحجم حوالي 5 جرامات من الألياف.
لا تقتصر فوائد التفاح على الأعضاء الداخلية بل تمتد لتشمل العناية بالبشرة والشعر وتحسين الرؤية. كما أنه يوفر حماية من التأثيرات الضارة لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية ويعد مصدرا غنيا لفيتامين ج الضروري لتقوية المناعة والصحة العامة.