يبرز نبات الشيح العطري كأحد الأعشاب الطبية ذات التاريخ الطويل في الاستخدامات العلاجية حيث اشتهر بخصائصه المتعددة التي تتجاوز دوره التقليدي في طرد الحشرات. ويحتوي الشيح على مركبات فعالة جعلته خيارا شائعا في الطب الشعبي لمعالجة مشكلات صحية متنوعة أبرزها اضطرابات الجهاز الهضمي وتخليص الجسم من السموم ودعم الصحة العامة.
تكمن إحدى أبرز فوائد الشيح في قدرته على دعم صحة الجهاز الهضمي فالمركبات المرة التي يتميز بها تعمل على تحفيز إفراز العصارات المعدية والصفراوية مما يسهل عملية الهضم ويخفف من الانتفاخ والغازات والتقلصات المعوية. كما يشتهر بدوره الفعال في طرد الديدان المعوية مثل الدبوسية والأسطوانية فضلا عن مساهمته في تنشيط وظائف الكبد وحماية خلاياه من التلف.
تمتد التأثيرات الإيجابية للشيح لتشمل تعزيز مناعة الجسم بفضل غناه بمضادات الأكسدة والفلافونويدات التي تحارب الجذور الحرة وتقلل من تأثيرها الضار على الخلايا. وتساعد خصائصه المضادة للالتهابات في تخفيف آلام المفاصل والروماتيزم كما أنه يعد خيارا طبيعيا للنساء لتسكين التشنجات المصاحبة للدورة الشهرية وتحسين تدفق الدم بالإضافة إلى دوره في تهدئة أعراض نزلات البرد والسعال.
يعزو خبراء التغذية هذه الفوائد إلى القيمة الغذائية العالية للشيح الذي يضم مكونات نشطة مثل مركب الأبسنتين والزيوت الطيارة ذات الخصائص المضادة للبكتيريا والالتهابات. وتمنحه هذه المركبات إلى جانب مضادات الأكسدة القوية قدرة مميزة على حماية خلايا الجسم ودعم الصحة العامة بشكل فعال وهو نبات عطري ينتمي للفصيلة المركبة وينمو في المناطق الجافة والصحراوية.
ورغم فوائده المتعددة يؤكد المختصون على ضرورة استخدامه بحذر فالإفراط في تناوله قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل الغثيان وتهيج المعدة وقد يصل إلى التسمم بسبب احتوائه على مادة الثوجون. وينصح بتجنب استخدامه من قبل النساء الحوامل والمرضعات لتفادي خطر حدوث انقباضات رحمية كما يفضل عدم استعماله لفترات طويلة دون إشراف طبي مع ضرورة تخفيف زيته العطري قبل تطبيقه على الجلد لمنع أي تهيج محتمل.
