
تعتبر الديدان المعوية واحدة من المشكلات الصحية الشائعة التي تواجه الأطفال بشكل متكرر خاصة مع بدء المراحل الدراسية واختلاطهم بأقرانهم. وتثير هذه العدوى قلق الأمهات لما قد تسببه من تأثيرات سلبية على صحة أطفالهن ونموهم البدني إذا لم يتم التعامل معها بشكل فوري وصحيح.
ويشير الدكتور أيمن عوض أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة إلى أن طرق انتقال العدوى متعددة وتبدأ غالبًا من عادات بسيطة. فقد تنتقل بيوض الديدان عبر تناول أطعمة أو مياه ملوثة أو لمس الأسطح غير النظيفة ثم وضع اليد في الفم. كما يعد اللعب في التربة والرمال الملوثة وعدم غسل الخضروات والفواكه جيدًا من المصادر الرئيسية للإصابة بالإضافة إلى الاحتكاك المباشر مع أطفال مصابين في أماكن التجمعات كالحضانات والمدارس أو حتى عن طريق الحيوانات الأليفة التي لا تحظى بالرعاية الصحية الكافية.
تتنوع العلامات التي قد تشير إلى وجود الديدان المعوية لدى الطفل. ومن أبرز هذه الأعراض الشكوى المستمرة من آلام في البطن مصحوبة بانتفاخ وغازات واضطرابات هضمية كالإسهال أو الإمساك. ومن العلامات المميزة خاصة لدودة الدبوس هي الحكة الشرجية التي تزداد حدتها ليلًا مسببة اضطرابات في النوم. وقد يلاحظ الأهل أيضًا فقدانًا في شهية الطفل أو على العكس رغبة غريبة في أكل أشياء غير صالحة كالتراب وشحوبًا في وجهه مع شعور عام بالضعف وفقدان في الوزن رغم تناوله الطعام.
ويؤكد الدكتور أيمن عوض أن تجاهل علاج هذه الحالة قد يقود إلى مضاعفات صحية خطيرة. فالديدان تتغذى على العناصر الغذائية الأساسية مما قد يسبب للطفل سوء تغذية وفقر دم حاد نتيجة نقص الحديد وهو ما يؤثر سلبًا على نموه الجسدي والعقلي. وفي الحالات المتقدمة يمكن أن تتسبب أعداد الديدان الكبيرة في انسداد الأمعاء أو التهابات موضعية أخرى كما تضعف مناعة الطفل وتجعله أكثر عرضة للإصابة بأمراض مختلفة.
يعتمد علاج الديدان المعوية على التشخيص الدقيق لنوع الدودة لتحديد الدواء المناسب المضاد للطفيليات. وعادة ما يصف الطبيب جرعات محددة وقد يشمل العلاج أيضًا مكملات غذائية لتعويض نقص الفيتامينات والمعادن الناجم عن العدوى مع ضرورة التزام الأسرة كلها بالعلاج أحيانًا لمنع تكرار انتقالها.
للوقاية من الإصابة بالأساس ينصح الأطباء بترسيخ عادات النظافة الشخصية لدى الأطفال وأهمها غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بانتظام خاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض. ويجب الاهتمام بتقليم أظافرهم باستمرار وتنظيف الخضراوات والفواكه بشكل كامل وطهي اللحوم جيدًا والتأكد من نقاء مياه الشرب وتعليم الأطفال عدم وضع الأدوات أو الأيدي الملوثة في أفواههم.