
في ظل تسارع وتيرة الحياة الحديثة أصبح الحفاظ على القدرات العقلية والذهنية تحديا رئيسيا يواجه الكثيرين حيث يسعى الجميع للحصول على دماغ شاب ونشط بغض النظر عن التقدم في العمر. ويقدم جراح أعصاب متخصص بناء على خبرته الطويلة مع المرضى مجموعة من الممارسات اليومية الفعالة التي تدعم صحة الدماغ وتعزز وظائفه الحيوية.
ويؤكد الخبير على أن التواصل الإنساني وبناء شبكة علاقات اجتماعية قوية يعدان من أهم الركائز لصحة الدماغ فلا ينبغي التركيز على بناء العضلات الجسدية وحدها. فالعزلة الاجتماعية قد تضر بالدماغ تماما مثلما يضره نظام غذائي غير صحي لذا فإن إجراء مكالمة مع صديق أو الانضمام إلى نشاط جماعي والمداومة على الضحك والتفاعل تعد استثمارات حقيقية في الحيوية العقلية.
ومن بين الممارسات التي يوصي بها الطبيب تأتي أهمية تمارين التنفس العميق والواعي حيث يصفها بأنها ضرورة حياتية للدماغ والجسم معا. ويقترح على مرضاه تمرينا بسيطا ومستوحى من اليوغا يبدأ بالجلوس في وضع مريح ثم تركيز الانتباه في نقطة بين الحاجبين بعدها يتم استنشاق الهواء لمدة أربع عدات ثم حبس النفس لأربع عدات أخرى وإخراج الزفير بهدوء على مدى أربع عدات. هذا التمرين يساهم في تهدئة العقل ويمنحه شعورا بالتجدد والشباب.
كما شدد جراح الأعصاب على ضرورة تحدي الدماغ بشكل مستمر من خلال تعلم مهارة جديدة كل يوم. ولا يشترط أن يكون الأمر معقدا فمجرد حل لغز بسيط أو حتى تغيير الطريق المعتاد أثناء المشي اليومي يكفي لتحفيز خلايا الدماغ وتنشيطها. إن كسر الروتين وإدخال عناصر جديدة على يومك يجبر العقل على العمل بطرق مختلفة مما يعزز قدرته على التكيف ويحافظ على مرونته.