
الذهب يرسخ مكاسبه الأسبوعية مدفوعا ببيانات اقتصادية أمريكية
عزز الذهب مكانته كملاذ آمن في الأسواق العالمية متجها بثبات نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي حيث غطت المخاوف المتزايدة بشأن صحة سوق العمل الأمريكي على أية مخاوف أخرى متعلقة بالتضخم ويترقب المستثمرون الآن قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل الذي يتوقع أن يشمل خفضا لأسعار الفائدة.
تأتي هذه التطورات في أعقاب صدور بيانات اقتصادية متباينة فبينما سجلت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفاعا بنسبة 0.4% خلال شهر أغسطس الماضي وهو أكبر صعود شهري في سبعة أشهر أظهرت بيانات أخرى تراجعا غير متوقع في أسعار المنتجين خلال الفترة نفسها مما أضاف حالة من عدم اليقين حول مسار التضخم.
وما زاد من قوة المعدن الأصفر هو صدور بيانات طلبات إعانات البطالة الأسبوعية التي قفزت بشكل ملحوظ الأسبوع الماضي مؤكدة وجود ضعف ملموس في أوضاع سوق العمل وهو ما يتماشى مع تقرير الوظائف الذي صدر الجمعة الماضية وأشار إلى شبه توقف في نمو الوظائف خلال شهر أغسطس.
وفي ظل هذه المعطيات الاقتصادية يتوقع المحللون على نطاق واسع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة الأساسي بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء القادم مع وجود احتمال ضعيف ولكنه قائم لخفض أكثر جرأة بمقدار 50 نقطة أساس بهدف تحفيز الاقتصاد.
وقد شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية صعودا بنسبة 0.6% لتحوم بالقرب من المستوى القياسي الذي سجلته يوم الثلاثاء الماضي بينما بلغت مكاسب المعدن النفيس 1.9% خلال تداولات الأسبوع الجاري كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.5%.
ويعرف الذهب تاريخيا بأنه أداة تحوط فعالة ضد التضخم والاضطرابات الاقتصادية وعادة ما يزدهر أداؤه في بيئة تتسم بأسعار فائدة منخفضة لأنه لا يدر عائدا وقد ارتفع المعدن الأصفر بنحو 39% منذ مطلع العام الحالي مستفيدا من عوامل عدة أبرزها ضعف الدولار والمشتريات القوية من قبل البنوك المركزية حول العالم والسياسات النقدية التيسيرية التي تتبعها الاقتصادات الكبرى.
وامتدت موجة الارتفاعات لتشمل المعادن النفيسة الأخرى حيث صعدت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.2% كما سجل البلاتين زيادة بنسبة 0.7% وزاد البلاديوم بنسبة 0.8% وتتجه هذه المعادن الثلاثة أيضا إلى تسجيل ارتفاع أسبوعي في أدائها.