النوم سر المزاج الرائع والصحة الجيدة وكيف يمنح جسمك حيوية متجددة

النوم سر المزاج الرائع والصحة الجيدة وكيف يمنح جسمك حيوية متجددة
النوم سر المزاج الرائع والصحة الجيدة وكيف يمنح جسمك حيوية متجددة

أكدت دراسات حديثة أن النوم ليس مجرد فترة سكون للجسم بل هو عملية بيولوجية حيوية ومعقدة تؤثر بشكل مباشر على كافة جوانب الصحة البدنية والنفسية للإنسان. ويتأثر كل شيء من قدرتنا على التركيز ومزاجنا اليومي وصولا إلى صحة القلب واستجابة جهاز المناعة بمدى جودة وكمية النوم الذي نحصل عليه.

يؤدي الحصول على قسط كاف من النوم دورا محوريا في تعزيز مستويات الطاقة واليقظة خلال النهار. فالنوم المريح والعميق يمنح الجسم فرصة لتجديد نشاطه مما يمكن الشخص من أداء مهامه اليومية بكفاءة وتركيز عال. وفي المقابل فإن الحرمان من النوم يؤدي حتما إلى الشعور بالخمول والكسل وقد يتسبب في نوبات نوم قصيرة لا إرادية خلال النهار مما يضعف الأداء في العمل أو الدراسة ويزيد بشكل ملحوظ من خطر التعرض للحوادث المختلفة خاصة حوادث السيارات.

ولا يقتصر تأثير النوم على الجانب الجسدي فقط بل يمتد ليشمل الصحة العقلية والمزاجية بشكل كبير. فالنوم الجيد يعد خطوة أساسية نحو مزاج أفضل ومرونة عاطفية أعلى حيث إن عدم الحصول على ساعات نوم كافية يجعل الشخص أكثر عرضة للشعور بالتهيج والإحباط والقلق والحزن. وقد أثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم المستمرة هم أكثر عرضة للمعاناة من الضيق النفسي الذي يؤثر سلبا على صحتهم العاطفية والعقلية على المدى الطويل.

يمثل النوم أيضا وقتا أساسيا لعمليات الإصلاح والتعافي الجسدي فعندما نغوص في نوم عميق يقوم الجسم ببناء العضلات وإصلاح الأنسجة التالفة وتجديد الخلايا. وتنشط هذه العمليات بفعل هرمونات معينة أبرزها هرمون النمو البشري الذي يبلغ ذروة إنتاجه أثناء النوم. هذه المرحلة ضرورية بشكل خاص للرياضيين وللأشخاص الذين يبذلون مجهودا بدنيا حيث تساعد على استعادة القوة العضلية والتعافي السريع.

كما يرتبط النوم الجيد ارتباطا وثيقا بصحة القلب والأوعية الدموية. فخلال ساعات النوم يتباطأ معدل ضربات القلب وينخفض ضغط الدم مما يمنح الجهاز القلبي الوعائي فرصة للراحة. بالإضافة إلى ذلك يساهم النوم المنتظم في تقليل مستويات الالتهاب في الجسم والذي يعد من العوامل المجهدة للقلب. وعلى النقيض يعتبر عدم الحصول على قسط كاف من النوم عامل خطر قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ويلعب النوم دورا مهما في تنظيم عملية التمثيل الغذائي والتحكم في مستويات السكر في الدم. فقد أظهرت الدراسات أن النوم الجيد يساهم في تحسين استجابة الجسم للأنسولين وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم سكر الدم. وعندما يتعطل النوم يضطرب هذا التوازن مما يزيد من خطر الإصابة بمشكلات أيضية مثل مقاومة الأنسولين التي قد تتطور إلى مرض السكري من النوع الثاني.

وتتكون دورة النوم من عدة مراحل متناوبة طوال الليل تشمل نوم حركة العين السريعة والنوم غير السريع ولكل مرحلة وظيفتها الفريدة. فالنوم غير السريع أساسي لعمليات الإصلاح البدني ودعم وظائف الجهاز المناعي بينما يعتبر نوم حركة العين السريعة حيويا لتعزيز الذاكرة ودعم عمليات التعلم والتنظيم العاطفي. وعندما يتعرض نمط النوم للاضطراب تتقطع هذه الدورات الحيوية مما يؤدي إلى الحرمان من فوائدها الصحية.