يُعد تنميل الأطراف إحدى الشكاوى الصحية المنتشرة التي لا تقتصر على فئة عمرية محددة بل تصيب الكبار والصغار على حد سواء. ويوصف هذا الشعور بأنه فقدان جزئي أو كلي للإحساس في اليدين أو القدمين وقد يكون مصحوبا بوخز يشبه الدبابيس أو الإبر أو إحساس بالحرقة الخفيفة.
يوضح استشاري المخ والأعصاب الدكتور عمرو حسن الحسني أن هذه الظاهرة تنجم عن اضطراب في نقل الإشارات العصبية من الأعصاب الطرفية إلى الدماغ أو نتيجة لضعف وصول الدم المحمل بالأكسجين إلى تلك المناطق.
تتعدد العوامل التي تؤدي إلى هذا الشعور فبعضها مؤقت ويرتبط بعادات يومية بسيطة مثل الجلوس في وضعية خاطئة لفترة طويلة أو النوم على الذراع أو الساق مما يسبب ضغطا مباشرا على الأعصاب والأوعية الدموية. كما أن برودة الطقس قد تقلل من تدفق الدم للأطراف مسببة تنميلا مؤقتا وكذلك ارتداء الأحذية الضيقة أو ذات الكعب العالي لفترات طويلة.
وفي حالات أخرى يكون التنميل عرضا لحالات مرضية أكثر تعقيدا. ويأتي على رأسها مرض السكري الذي يسبب اعتلال الأعصاب الطرفية نتيجة تلفها بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة. يضاف إلى ذلك نقص بعض الفيتامينات الأساسية لصحة الأعصاب مثل فيتامين B12 وB6 وحمض الفوليك فضلا عن أمراض الكبد أو الكلى المزمنة.
ويمكن أن يكون السبب ناجما عن مشكلات في العمود الفقري مثل الانزلاق الغضروفي الذي يضغط على الأعصاب المتجهة إلى اليدين أو الساقين. كما تشمل الأسباب متلازمة النفق الرسغي وهي حالة يحدث فيها ضغط على العصب الأوسط في المعصم. وقد يرتبط التنميل أيضا بأمراض الأوعية الدموية كتصلب الشرايين الذي يعيق الدورة الدموية.
هناك أسباب أخرى تشمل اضطرابات الغدد الصماء مثل قصور الغدة الدرقية الذي يؤثر على عمليات الأيض وصحة الأعصاب. كما أن انخفاض مستويات معادن هامة في الدم كالكالسيوم أو البوتاسيوم أو المغنيسيوم قد يسبب وخزا وتنميلا. والتعرض لمواد سامة كالرصاص والزئبق أو الإفراط في استهلاك الكحول وبعض الأدوية كالعلاج الكيميائي للسرطان يمكن أن تؤدي إلى تلف الأعصاب.
وينبه الخبراء إلى ضرورة طلب الرعاية الطبية الفورية إذا كان التنميل مصحوبا بأعراض خطيرة كضعف أو شلل مفاجئ في أحد الأطراف أو فقدان التوازن وصعوبة في الكلام أو إذا صاحبه ألم حاد أو تورم أو في حال استمراره لفترات طويلة وتكرره بشكل يومي دون سبب واضح.
وللوقاية من تنميل الأطراف ينصح الأطباء باتباع مجموعة من الإجراءات الصحية أولها ضبط مستوى السكر في الدم لمرضى السكري والحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام لتنشيط الدورة الدموية. ويشدد الأطباء على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن غني بفيتامينات B والمعادن وتجنب الجلوس أو الوقوف في وضعية واحدة لفترات طويلة مع ضرورة الإقلاع عن التدخين والحد من استهلاك الكحول.
كذلك من المهم ارتداء أحذية مريحة وتجنب الأحذية الضيقة ومراجعة الطبيب بانتظام خاصة عند تناول أدوية قد يكون لها تأثير جانبي على الأعصاب.
