الاكتئاب الشديد: 8 علامات صامتة يجب الانتباه لها وطرق العلاج المتاحة

الاكتئاب الشديد: 8 علامات صامتة يجب الانتباه لها وطرق العلاج المتاحة
الاكتئاب الشديد: 8 علامات صامتة يجب الانتباه لها وطرق العلاج المتاحة

يتحول الاكتئاب في بعض الحالات من مجرد اضطراب نفسي شائع إلى حالة طبية طارئة تستدعي التدخل الفوري خصوصا عندما تتفاقم الأعراض وتصل إلى مرحلة التفكير في إيذاء النفس أو الانتحار. هذه المرحلة الخطيرة تتطلب وعيا كاملا بالعلامات التحذيرية التي قد تظهر على المصابين وتستلزم التعامل معها بجدية قصوى لإنقاذ الأرواح.

عندما يشتد الاكتئاب فإنه يسيطر على جوانب الحياة كافة وقد يشل قدرة الفرد على المضي قدما. تظهر حينها أعراض حادة مثل الإهمال الذاتي الكامل حيث يعجز الشخص عن أداء أبسط المهام اليومية كالأكل أو الاستحمام أو الذهاب للعمل وقد يتوقف عن رعاية أسرته. وفي حالات نادرة ومتطرفة قد يعاني المريض من أعراض ذهانية تشمل الهلوسة كسماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة أو الأوهام وهي معتقدات راسخة لا أساس لها من الصحة.

تتعدد المظاهر التي تكشف عن عمق الأزمة النفسية فالبعض يعاني من اضطرابات حادة في النوم تأخذ شكلين متعاكسين إما الأرق الشديد حيث تمنعه الأفكار السلبية والهواجس من الحصول على الراحة وإما الإفراط في النوم كوسيلة للهروب من الواقع المؤلم والمشاعر السلبية. ويصاحب ذلك شعور دائم بالإرهاق والتعب الشديد حتى دون بذل أي مجهود بدني وهو ما يزيد من احتمالية الإصابة بمشكلات صحية أخرى كانقطاع التنفس أثناء النوم.

على الصعيد النفسي يفقد المصاب بالاكتئاب الشديد اهتمامه بكل شيء ويصبح غير قادر على الشعور بالمتعة أو الاستمتاع بالأنشطة التي كانت تسعده سابقا وهي حالة يعزوها العلماء إلى تغيرات في كيمياء الدماغ مرتبطة بانخفاض مستويات الدوبامين وهو ناقل عصبي مسؤول عن الإحساس باللذة والمكافأة. كما يصبح الغضب والتهيج السريع سمة بارزة خصوصا لدى الأطفال والمراهقين حيث يعتبر وجود الانفعال المستمر مع نوبات الحزن علامة قوية على وجود الاكتئاب.

تتغذى الحالة على نفسها من خلال دائرة مفرغة من الأفكار السلبية حيث يسيطر شعور طاغ باليأس على المريض فيفقد الأمل في تحسن وضعه وهذا اليأس بدوره يفاقم من نوبات الاكتئاب ويدفعه أحيانا إلى التوقف عن تلقي العلاج. ويتحول القلق الطبيعي إلى حالة من الترقب المستمر لوقوع مصيبة ما مما يزيد من حدة التوتر ويجعل الحياة اليومية لا تطاق.

توجد مؤشرات تحذيرية واضحة تدل على الخطر الوشيك حيث قد يبدأ الشخص بالتحدث صراحة عن رغبته في الموت أو البحث عن طرق لتنفيذ ذلك. وقد يعبر أيضا عن مشاعر عميقة باليأس وفقدان الهدف من الحياة والشعور بأنه أصبح عبئا على من حوله. ومن العلامات الأخرى الانسحاب الاجتماعي المفاجئ من الأصدقاء والعائلة والتصرف بتهور وزيادة تعاطي الكحول أو المخدرات وقد يقوم بتوزيع ممتلكاته الشخصية.

عند ظهور أفكار انتحارية أو أي من العلامات التحذيرية السابقة يجب اعتبار الحالة طارئة وتتطلب طلب المساعدة الفورية من خدمات الطوارئ أو التوجه لأقرب مستشفى. ونظرا لأن السلوك الانتحاري قد يكون اندفاعيا فمن الضروري تأمين البيئة المحيطة بالمريض عبر إزالة أي أدوات قد تستخدم لإيذاء النفس مثل الأسلحة أو كميات كبيرة من الأدوية.

يتطلب علاج الاكتئاب الشديد استشارة طبيب متخصص في الصحة العقلية إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين. وتتضمن الخطة العلاجية عادة تناول الأدوية المضادة للاكتئاب التي قد تحتاج من أربعة إلى ثمانية أسابيع ليبدأ مفعولها بالظهور ويمكن دمجها مع جلسات العلاج النفسي لتحقيق أفضل النتائج. وقد يصف الطبيب في البداية أدوية إضافية للمساعدة في تخفيف الأعراض بشكل أسرع حتى تبدأ مضادات الاكتئاب في العمل بفعالية.