
تمثل نوبات الغضب التي تنتاب الأطفال تحديا شائعا يواجه الآباء والأمهات إلا أنها تعد جزءا طبيعيا من تطورهم النفسي خلال سنواتهم الأولى. ويقدم نهج التربية الإيجابية استراتيجيات فعالة لاحتواء هذه المواقف الصعبة عبر فهم الدوافع الحقيقية وراء سلوك الطفل بدلا من اللجوء للعقاب الفوري أو إظهار الانفعال الذي قد يزيد الأمر سوءا.
ويعد تفهم مشاعر الطفل الخطوة الأولى نحو التعامل الصحيح مع غضبه إذ إن هذه النوبات غالبا ما تكون تعبيرا عن إحباط أو جوع أو إرهاق. ومن المهم أن يظهر الأهل تعاطفهم عبر عبارات بسيطة مثل أنا أفهم أنك تشعر بالاستياء لأنك لم تحصل على اللعبة التي رغبت بها فهذا الاعتراف بمشاعره يساعده على الشعور بالأمان.
كما يبرز الخبراء أهمية محافظة الوالدين على هدوئهم وصبرهم عند التعامل مع انفعالات الطفل فالأطفال يتعلمون من خلال تقليد ردود أفعال الكبار. وعندما يقابل غضب الطفل بالصراخ يزداد الموقف توترا لذا ينصح بأن يأخذ الوالدان نفسا عميقا وأن يذكرا أنفسهما بالقدرة على إدارة الموقف بسلام وهدوء.
ولتجنب الوصول إلى نوبات الغضب من الأساس يلعب الروتين اليومي الثابت دورا محوريا في استقرار الطفل النفسي. إن الالتزام بجدول زمني منتظم للنوم والوجبات الغذائية وتخصيص وقت للنشاط البدني يمنح الطفل شعورا قويا بالأمان ويقلل من احتمالية حدوث انفعالات مفاجئة وغير متوقعة.
وتعد استراتيجية تشتيت الانتباه بذكاء أداة فعالة يمكن استخدامها عند بدء نوبة الغضب حيث يمكن تحويل تركيز الطفل بلطف نحو نشاط آخر محبب له. قد يكون ذلك من خلال عرض لعبة مفضلة أو اقتراح قراءة قصة قصيرة أو البدء في نشاط هادئ يساعده على استعادة توازنه تدريجيا.
ومن الأساليب التربوية الذكية التي تعزز استقلالية الطفل وتقلل من شعوره بالعجز منحُه خيارات بسيطة ومحدودة بدلا من إصدار الأوامر بشكل مستمر. فعلى سبيل المثال يمكن سؤاله هل تفضل ارتداء القميص الأزرق أم الأحمر فهذا يمنحه إحساسا بالسيطرة على قراراته ويقلل من دوافع الرفض والعناد.