بكتيريا الأمعاء تهدد نمو طفلك.. اكتشاف علمي يكشف علاقة غير متوقعة

بكتيريا الأمعاء تهدد نمو طفلك.. اكتشاف علمي يكشف علاقة غير متوقعة
بكتيريا الأمعاء تهدد نمو طفلك.. اكتشاف علمي يكشف علاقة غير متوقعة

كشفت دراسات علمية حديثة عن وجود صلة محتملة بين تأخر نمو الأطفال وحدوث خلل في مجتمعات البكتيريا التي تعيش في أمعائهم وهو ما يفسر ظاهرة محيرة يعاني فيها بعض الأطفال من تعثر في النمو على الرغم من أنهم يتناولون طعامهم حتى الشبع ويبدون ظاهريا في حالة صحية جيدة.

يعاني ما بين 638 و720 مليون شخص من الجوع في أنحاء العالم وفقا لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ويدفع الأطفال تحديدا الثمن الأكبر لهذه الأزمة إذ لا يزال سوء التغذية سببا رئيسيا لوفيات الأطفال دون سن الخامسة كما أن الناجين منهم قد يواجهون مشاكل صحية طويلة الأمد أو صعوبات في التعلم أو تقزما في النمو.

في مواجهة هذه الآفة العالمية بدأ العلماء في استكشاف مسارات جديدة للبحث وكان أحد أهم هذه المسارات يكمن داخل الجهاز الهضمي للإنسان حيث تبين أن الميكروبيوم المعوي وهو الاسم الذي يطلق على مجموعة الكائنات الحية الدقيقة التي تستوطن الأمعاء يلعب دورا محوريا في تأخر نمو الأطفال.

وقد أثبتت تجربة بارزة أجراها فريق دولي بقيادة البروفيسور مارك ماناري من جامعة واشنطن عام 2013 هذه العلاقة حيث قام الباحثون بأخذ عينات من ميكروبات أطفال من دولة مالاوي كان بعضهم يعاني من سوء تغذية حاد بينما كان الآخرون أصحاء ثم نقلوا هذه الميكروبات المعوية إلى فئران المختبر.

بعد ذلك أطعم العلماء الفئران نظاما غذائيا يشبه ما يتناوله أطفال مالاوي وكانت النتيجة مدهشة إذ أن الفئران التي تلقت ميكروبات من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بدأت تفقد الوزن وأظهرت اضطرابات واضحة في النمو مما قدم دليلا قويا على تأثير بكتيريا الأمعاء على التغذية ونشر هذا العمل في إحدى المجلات العلمية الرائدة.

واستكمالا لهذه الجهود تابع فريق من الباحثين في معهد سالك بالتعاون مع علماء من جامعتي واشنطن وكاليفورنيا في دراسة أحدث ثمانية أطفال في مالاوي وهي دولة يعاني ثلث أطفالها تقريبا من التقزم وقام الفريق بتحليل عينات البراز الخاصة بهم على مدار عام كامل بهدف مراقبة تطور البكتيريا المعوية ونموها.

بالاعتماد على تقنية متطورة جدا لتسلسل الحمض النووي نجح الفريق في إعادة بناء 986 جينوما ميكروبيا كاملا من العينات التي تم جمعها وكان من بينها جينومات يتم اكتشافها للمرة الأولى في تاريخ العلم.

وأوضح جيريمياه مينيتش الباحث الرئيسي في الدراسة أن الفريق استخدم عملية تحليل جيني هي الأكثر كفاءة ودقة وفعالية من حيث التكلفة وطبقها على عينات بشرية تفوق بعشرة إلى عشرين ضعفا ما تم تحليله في الدراسات السابقة مما وفر مصدرا جينوميا بالغ الأهمية لدراسة وفهم سوء التغذية.