
يعد البصل حجر الزاوية في عدد لا يحصى من الأطباق حول العالم ويمثل مكونا لا غنى عنه في كل مطبخ تقريبا لكن ما يغيب عن الكثيرين هو أن عالم البصل أكثر تنوعا مما يبدو حيث يمتلك كل نوع خصائص فريدة ونكهة مميزة تحدد مدى ملاءمته لوصفات معينة دون غيرها.
يأتي البصل الأحمر في مقدمة الأنواع المفضلة للاستخدامات التي تتطلب تقديما نيئا بفضل مذاقه الحلو المعتدل ونكهته الخفيفة. هو ملك السلطات بلا منازع ويضيف لمسة لونية رائعة للتتبيلات والمشويات الخفيفة وأطباق التاكو. حدته أقل من باقي الأنواع لكن يجب الحذر من أن طهيه لفترة طويلة قد يتسبب في بهتان لونه الجذاب.
على الجانب الآخر يحتل البصل الأصفر مكانة خاصة لدى الطهاة فهو الخيار الأمثل للوصفات التي تتطلب طهيا طويلا. يتميز هذا النوع بطعمه القوي واللاذع في حالته النيئة لكنه يتحول بفعل الحرارة إلى مذاق حلو وغني. محتواه العالي من السكريات يجعله الأفضل لعملية التكرمل مما يمنح الطواجن والمحاشي واليخنات قاعدة نكهة عميقة ومميزة.
أما البصل الأبيض فيقدم تجربة مختلفة تماما فهو يتميز بقوامه الهش ونكهته الأنعم والأخف مقارنة بالبصل الأصفر. يحتوي على نسبة ماء أعلى مما يسرع من عملية نضجه ويجعله أقل حدة. هذه الخصائص تجعله مثاليا للإضافات السريعة للسلطات والسندويتشات والشاورما ويعتبر حلا مناسبا لمن لا يفضلون الطعم القوي للبصل.
ويشير المتخصصون إلى أن الفروقات الجوهرية بين هذه الأنواع ترجع بشكل أساسي إلى نسبة مركبات الكبريت والسكريات. هذه النسبة هي التي تحدد مدى حدة الطعم والقوام والتحولات التي تطرأ على البصل أثناء الطهي وبالتالي فإن اختيار النوع الصحيح هو سر نجاح الطبق وإبراز نكهته بالشكل المطلوب.