حساسية الألبان قد تكون قاتلة فما الفرق بينها وبين عدم تحمل اللاكتوز

حساسية الألبان قد تكون قاتلة فما الفرق بينها وبين عدم تحمل اللاكتوز
حساسية الألبان قد تكون قاتلة فما الفرق بينها وبين عدم تحمل اللاكتوز

يعاني الكثيرون من أعراض هضمية مزعجة بعد تناول منتجات الألبان مثل الانتفاخ وتقلصات البطن وهو ما يثير لديهم حيرة حول طبيعة حالتهم الصحية. ورغم تشابه الأعراض الظاهرية إلا أن هناك فرقًا جوهريًا بين حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز فإحداهما رد فعل مناعي خطير والأخرى مجرد مشكلة هضمية.

تعتبر حساسية الألبان استجابة مناعية عنيفة حيث يخطئ الجسم في التعرف على بروتينات الحليب ويعاملها كأجسام غازية وخطيرة فيطلق مواد كيميائية لمهاجمتها. هذه الاستجابة المناعية تظهر في صورة أعراض تتجاوز الجهاز الهضمي لتشمل طفحًا جلديًا وتورمًا في الوجه والشفتين وأزيزًا في الصدر وضيقًا في الحلق وقد تتطور إلى حالة حرجة تعرف بالصدمة التحسسية التي تهدد الحياة وتتطلب تدخلاً طبيًا عاجلاً. وتعد هذه الحساسية من أكثر الأنواع انتشارًا بين الأطفال خصوصًا الرضع إذ تشير الإحصاءات إلى أن طفلين من كل مئة طفل تحت سن الرابعة قد يعانون منها.

على النقيض تمامًا يأتي عدم تحمل اللاكتوز كمشكلة تقتصر على الجهاز الهضمي ولا علاقة لها بالمناعة. يحدث ذلك بسبب عجز الجسم عن إنتاج كمية كافية من إنزيم اللاكتيز المسؤول عن تفكيك سكر الحليب المعروف باللاكتوز. وعندما لا يتم هضم هذا السكر ينتقل مباشرة إلى القولون وهناك تقوم البكتيريا بتخميره مما ينتج عنه أعراض غير مريحة كالغازات والانتفاخ لكنها لا تشكل أي خطر حقيقي على حياة الشخص وهي حالة شائعة جدًا لدى البالغين.

تتقاطع الحالتان في بعض الأعراض مثل الإسهال والغثيان الذي قد يصحبه قيء أحيانًا بالإضافة إلى تقلصات البطن والانتفاخ. لكن حساسية الحليب تنفرد بتأثيرها على أجهزة الجسم المختلفة فتظهر أعراضها المميزة على الجلد والرئتين مثل الشرى وتورم الحلق وصعوبة البلع والتنفس وقد يلاحظ وجود دم في البراز خاصة عند الرضع.

تختلف العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بكل حالة. فوجود تاريخ عائلي من الحساسية أو معاناة الشخص نفسه من الإكزيما أو أنواع أخرى من الحساسية يرفع من خطر الإصابة بحساسية الألبان. أما بالنسبة لعدم تحمل اللاكتوز فإن احتمالية حدوثه تزداد مع التقدم في العمر أو عند وجود مشكلات صحية أخرى تؤثر على الجهاز الهضمي.

يتطلب التعايش مع حساسية الألبان تجنبًا صارمًا وكاملاً لجميع الأطعمة التي تحتوي على الحليب أو مشتقاته ما يستدعي قراءة الملصقات الغذائية بعناية فائقة. وفي بعض الحالات وتحت إشراف طبي يمكن للمريض تناول منتجات تحتوي على الحليب بعد طهيها. أما المصابون بعدم تحمل اللاكتوز فيملكون خيارات أكثر مرونة حيث يمكنهم التحكم في الأعراض عبر تقليل استهلاك منتجات الألبان أو التحول إلى المنتجات الخالية من اللاكتوز. كما أن البعض قد يتحمل كميات صغيرة من الحليب أو يتناول الزبادي والأجبان الصلبة لاحتوائها على نسبة أقل من اللاكتوز ويمكن أيضًا الاستعانة بمكملات إنزيم اللاكتيز.

سواء كان الشخص يعاني من هذه الحالة أو تلك فإن ضمان الحصول على العناصر الغذائية الأساسية كالكالسيوم وفيتامين د يظل أولوية ويمكن تحقيق ذلك عبر تناول بدائل الحليب النباتية المدعمة والخضراوات الورقية وبعض أنواع الأسماك. ومن الأخبار المطمئنة أن نسبة كبيرة من الأطفال يتخلصون من حساسية الحليب مع تقدمهم في السن مما يجعلها حالة غير دائمة في كثير من الأحيان.