حذر خبراء في المجال الطبي من مخاطر صحية جسيمة قد تنجم عن استخدام بعض الأدوية الشائعة التي لا تتطلب وصفة طبية ويعتقد الكثيرون أنها آمنة تماما. ويكمن الخطر في أن الاستخدام المفرط أو الخاطئ لهذه العقاقير يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى حد تهديد الحياة.
ومن بين هذه الأدوية تأتي مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل إيبوبروفين وديكلوفيناك وأسبرين التي قد تتسبب في حدوث نزيف بالجهاز الهضمي. وتعمل هذه المركبات على تدمير الغشاء المخاطي الذي يحمي المعدة والأمعاء خصوصا عند تناولها لفترات طويلة وبشكل مستمر مما قد يؤدي إلى نزيف مفاجئ وشديد دون سابق إنذار.
كما تشكل قطرات وبخاخات الأنف التي تعمل على تضييق الأوعية الدموية خطرا كبيرا عند تجاوز الجرعات المحددة. هذه المستحضرات التي تحتوي على مواد مثل زيلوميتازولين ونافازولين قد تؤدي إلى مضاعفات قلبية وعائية حادة حيث إن الجرعة الزائدة تسبب انقباضا حادا في الأوعية الدموية ينتج عنه ارتفاع في ضغط الدم واضطراب في ضربات القلب وقد يصل الأمر إلى الإصابة باحتشاء عضلة القلب.
ويعتبر الباراسيتامول وهو مكون أساسي في العديد من مسكنات الألم وأدوية خفض الحرارة أحد أبرز أسباب فشل الكبد الحاد على مستوى العالم. تكمن خطورته في أن تجاوز الجرعة اليومية المسموح بها للبالغين وهي أربعة غرامات يؤدي إلى تدمير خلايا الكبد. والمشكلة أن أعراض التسمم قد لا تظهر على المريض فورا ولكن عند مرحلة فشل الكبد يواجه المريض خطرا حقيقيا على حياته.
لذلك يشدد الأطباء على ضرورة التعامل بحذر مع جميع الأدوية والوعي بأن حتى أكثرها شيوعا والتي تبدو غير مؤذية قد تتحول إلى أداة قاتلة إذا أسيء استخدامها أو تم تجاهل الإرشادات الطبية الخاصة بها.
