يمثل تضخم الطحال الذي يعرف طبياً باسم سبينوميجالي حالة صحية تتطلب الاهتمام حيث يتجاوز هذا العضو حجمه الطبيعي الذي يعادل قبضة اليد الواحدة وقد يكون هذا التضخم مؤشراً على وجود مشكلة صحية كامنة تستدعي التشخيص والعلاج لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة قد تؤثر على الجسم.
قد لا تظهر أعراض واضحة لهذه الحالة دائماً وفي أحيان كثيرة يكتشف الأمر مصادفة أثناء الفحوصات الطبية الروتينية لكن في حالات أخرى قد يعاني المصاب من أعراض ملحوظة تشمل الشعور بألم أو انزعاج في الجزء العلوي الأيسر من البطن والإحساس السريع بالامتلاء والشبع حتى بعد تناول وجبات طعام صغيرة وذلك بسبب ضغط الطحال المتضخم على المعدة المجاورة.
من الضروري التوجه لطلب المساعدة الطبية الفورية عند الشعور بألم حاد ومفاجئ في منطقة الطحال خاصة إذا ازداد هذا الألم سوءاً مع التنفس العميق إذ قد تكون هذه علامة خطيرة تنذر بتمزق الطحال وهي حالة طبية طارئة ويُنصح بشكل عام باستشارة الطبيب عند ملاحظة أي من الأعراض المرتبطة بتضخم الطحال لإجراء الفحص اللازم.
تتعدد الأسباب الكامنة وراء تضخم الطحال لتشمل مجموعة واسعة من الأمراض والحالات الصحية فمن الممكن أن يحدث نتيجة لأمراض الكبد مثل تليف الكبد والتليف الكيسي أو بسبب بعض أمراض الدم مثل اللوكيميا ومرض هودجكين وفقر الدم المنجلي كما تساهم الأمراض الالتهابية مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي اليفعي في حدوثه بالإضافة إلى الأورام التي قد تنشأ في الطحال نفسه أو تنتشر إليه من أجزاء أخرى في الجسم.
كذلك تلعب العدوى دوراً رئيسياً في الإصابة بهذه الحالة حيث يمكن للعدوى الفيروسية أو البكتيرية أو الطفيلية أن تؤدي إلى تضخم الطحال ومن أشهر الأمثلة على ذلك مرض الملاريا ومرض كثرة الوحيدات فضلاً عن أن فشل القلب يعتبر من بين المسببات المحتملة أيضاً.
يقوم الطحال بوصفه جزءاً حيوياً من الجهاز اللمفاوي بأدوار متعددة للحفاظ على صحة الجسم فهو خط الدفاع الأول ضد البكتيريا والالتهابات ويعمل كمرشح طبيعي للدم حيث ينقي الدم من البكتيريا المغلفة بالأجسام المضادة كما أنه يعيد تدوير خلايا الدم الحمراء القديمة والحديد الموجود في الهيموجلوبين.
يُعد الطحال مصدراً أساسياً لإنتاج نوعين من خلايا الدم البيضاء هما الخلايا اللمفاوية البائية والخلايا اللمفاوية التائية وعندما يتضخم قد يؤثر ذلك على وظائفه فينتج عن ذلك فقر الدم بسبب إزالته لعدد كبير من خلايا الدم الحمراء أو زيادة وتيرة الإصابة بالعدوى نتيجة عجزه عن إنتاج ما يكفي من خلايا الدم البيضاء.
يعتمد أسلوب علاج تضخم الطحال بشكل كلي على تحديد ومعالجة المسبب الرئيسي للحالة فإذا كان السبب عدوى بكتيرية فإن المضادات الحيوية تكون هي الحل بينما في حالة العدوى الفيروسية مثل كثرة الوحيدات لا تكون المضادات الحيوية فعالة وقد يلجأ الأطباء في الحالات الشديدة أو التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى إلى الخيار الجراحي المتمثل في عملية استئصال الطحال.
يمكن للإنسان أن يعيش حياة طبيعية تماماً بعد استئصال الطحال لكنه يصبح أكثر عرضة للإصابة بأنواع معينة من العدوى ويمكن تقليل هذا الخطر بشكل كبير من خلال الالتزام بجدول اللقاحات الموصى به من قبل الطبيب لتعزيز مناعة الجسم.
