
يواجه الكثيرون خطر حروق الشفاه الشمسية دون إدراك لحجم المشكلة حيث تعد الشفاه بطبيعتها الرقيقة والحساسة من أكثر مناطق الجسم تأثراً بأشعة الشمس الضارة. وتوضح تقارير طبية أن إهمال هذه الحروق لا يقتصر على الألم المؤقت بل قد يتطور إلى مخاطر صحية جسيمة على المدى البعيد أبرزها زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الشفاه.
تظهر أعراض حروق الشفاه بشكل مشابه لما يحدث في أجزاء الجسم الأخرى عند تعرضها للشمس حيث تبدأ باحمرار واضح مصحوب بألم وتورم. ومع تفاقم الحالة قد يعاني الشخص من جفاف شديد وظهور تقرحات وبثور صغيرة بالإضافة إلى تشقق الجلد أو تقشره. وتستغرق عملية الشفاء عادة مدة تتراوح بين عدة أيام وأسبوع كامل وهي فترة تعتمد بشكل مباشر على مدى شدة الحرق والإجراءات العلاجية المتبعة.
من الضروري استشارة الطبيب في حال استمر الألم لأكثر من أسبوع أو إذا تفاقمت الأعراض بشكل ملحوظ. وتصبح الاستشارة الطبية حتمية عندما يصل التورم إلى درجة تسبب صعوبة في تناول الطعام أو الشراب أو حتى الكلام. فالتورم الشديد قد يكون مؤشراً على رد فعل حاد يتطلب تدخلاً طبياً متخصصاً لتجنب أي مضاعفات.
تكمن خطورة حروق الشفاه أيضاً في أنها تضعف حاجز الجلد الطبيعي مما يجعله أكثر عرضة للعدوى البكتيرية. كما أن هذا الضعف قد يحفز ظهور قروح البرد التي يسببها فيروس الهربس البسيط لدى الأشخاص الحاملين له. لذلك يؤكد الخبراء على أهمية بدء العلاج فور ظهور الأعراض الأولى لمنع انتشار أي عدوى ثانوية قد تزيد من تعقيد الحالة.
ولتخفيف الأعراض وتسريع عملية الشفاء يمكن اتباع عدة خطوات منزلية فعالة. ينصح بوضع كمادات باردة على الشفاه لتقليل التورم والشعور بالراحة الفورية. كما أن استخدام جل الصبار النقي يساعد على تهدئة الجلد الملتهب وترطيبه. وفي حالة وجود ألم شديد يمكن اللجوء إلى تناول مضادات الالتهاب مثل الإيبوبروفين بعد استشارة الصيدلي. ويساهم تطبيق مرطب شفاه لطيف وخالٍ من العطور في حماية الجلد المتضرر والمساعدة في تجدده.
هناك ممارسات يجب تجنبها تماماً أثناء فترة العلاج وعلى رأسها محاولة تقشير الجلد أو فقع البثور التي قد تظهر. فهذه الإجراءات قد تؤدي إلى تفاقم الالتهاب وزيادة خطر العدوى وتأخير عملية الشفاء الطبيعية التي يقوم بها الجسم.
تبقى الوقاية هي الحل الأمثل لتجنب هذه المشكلة من الأساس. ويتطلب ذلك تقليل فترة التعرض المباشر لأشعة الشمس خاصة في أوقات الذروة. وينبغي الحرص على استخدام مرطب شفاه يحتوي على عامل حماية من الشمس لا يقل عن 30 SPF. ويجب إعادة تطبيقه بشكل دوري كل ساعة تقريباً خصوصاً بعد السباحة أو تناول الطعام والشراب لضمان استمرارية الحماية.
إن حماية الشفاه من أشعة الشمس ليست إجراءً صيفياً فقط بل هي ضرورة على مدار العام. فالأشعة فوق البنفسجية قادرة على إلحاق الضرر بالجلد حتى في الأيام الغائمة أو خلال فصل الشتاء. ويعد تبني هذه العادة الصحية استثماراً طويل الأمد في صحة الشفاه وجمالها. وتعتبر الشفة السفلية تحديداً أكثر عرضة للحروق بنسبة تصل إلى اثنتي عشرة مرة مقارنة بالشفة العلوية نظراً لزاوية تعرضها المباشرة والمستمرة لأشعة الشمس.