
أوصى خبراء الصحة والتغذية العلاجية بدمج نشاط صعود السلم ضمن الروتين اليومي باعتباره أحد أفضل التمارين الرياضية البسيطة والمتاحة للجميع دون الحاجة إلى معدات خاصة أو تكاليف إضافية فهو لا يمثل مجرد ممارسة يومية عابرة بل نشاط بدني متكامل يقدم فوائد صحية عميقة للجسم والعقل.
يعد صعود الدرج تمرينا مثاليا لدعم صحة القلب والشرايين حيث يرفع من معدل ضربات القلب وينشط الدورة الدموية بشكل فعال والمواظبة على هذا النشاط تسهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب الشائعة مثل ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين كما أنه يعزز كفاءة عمل الرئتين والقلب معا لضخ الدم والأكسجين بكفاءة أعلى في جميع أنحاء الجسم.
على صعيد اللياقة البدنية والوزن الصحي يلعب صعود السلم دورا محوريا في حرق السعرات الحرارية بمعدل يفوق المشي على أرض مستوية مما يجعله أداة فعالة لفقدان الوزن الزائد خصوصا الدهون المتراكمة في منطقة البطن ومع مرور الوقت يؤدي هذا النشاط إلى رفع مستوى التحمل البدني وزيادة مرونة العضلات وتسريع عمليات الأيض مما يمنح الجسم طاقة أكبر لأداء المهام اليومية دون الشعور بالإرهاق.
يستهدف هذا التمرين بشكل مباشر تقوية وبناء الكتل العضلية في الجزء السفلي من الجسم بما في ذلك عضلات الساقين والفخذين والأرداف وأسفل الظهر كما أنه يحسن من مرونة المفاصل خاصة في الركبتين والكاحلين وتساهم العضلات القوية في دعم الهيكل العظمي والحفاظ على استقرار وتوازن الجسم بشكل عام.
لا تقتصر فوائد صعود السلم على العضلات فحسب بل تمتد لتشمل صحة العظام فالحركة المستمرة تحفز زيادة الكثافة العظمية مما يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام خصوصا مع التقدم في العمر ويدعم هذا النشاط تقوية عظام العمود الفقري والحوض بشكل كبير.
من الناحية النفسية والعقلية يساهم صعود السلم كغيره من التمارين البدنية في تحفيز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين مما يؤدي إلى تحسين المزاج العام وتقليل مشاعر القلق والتوتر كما يساعد الانتظام عليه في الحصول على نوم أفضل وأكثر عمقا.
إضافة إلى ذلك يعمل صعود الدرج على تقوية الجهاز التنفسي فمع كل درجة يتم صعودها يزداد الجهد المبذول مما يعزز قوة عضلات الرئة ويحسن من قدرتها على التحمل وهذا مفيد بشكل خاص لمن يسعون لزيادة قدرتهم التنفسية أثناء ممارسة الأنشطة المختلفة.
كما أن الممارسة المنتظمة لهذا النشاط ترتبط بتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني والسمنة لأنه يحسن من استجابة الجسم للأنسولين ويساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم ويعمل تكرار الحركة على تحسين التوازن والتنسيق العضلي العصبي مما يقلل من احتمالية السقوط خاصة لدى كبار السن ويزيد من ثقتهم أثناء الحركة.
لتحقيق أقصى استفادة وتجنب الإصابات ينصح الخبراء بالبدء بشكل تدريجي وزيادة عدد الدرجات ببطء مع الحفاظ على استقامة الجسم وتجنب الانحناء إلى الأمام ويفضل ارتداء أحذية مريحة لدعم القدمين ومنع الانزلاق مع شرب كميات كافية من الماء ومن الضروري استشارة الطبيب قبل البدء في حال وجود مشكلات صحية في القلب أو المفاصل.