وفيات الكوليرا تسجل ارتفاعاً مرعباً والصحة العالمية تحذر من كارثة وشيكة

وفيات الكوليرا تسجل ارتفاعاً مرعباً والصحة العالمية تحذر من كارثة وشيكة
وفيات الكوليرا تسجل ارتفاعاً مرعباً والصحة العالمية تحذر من كارثة وشيكة

أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرا شديد اللهجة بشأن تفاقم أزمة تفشي مرض الكوليرا على مستوى العالم حيث سجلت معدلات الوفيات ارتفاعا مقلقا وغير مسبوق خلال العام الحالي مما يهدد الأنظمة الصحية في عشرات البلدان ويزيد من معاناة السكان في المناطق الأكثر هشاشة.

تواجه الجهود العالمية لمكافحة المرض تحديا خطيرا يتمثل في نقص حاد في إمدادات اللقاحات الفموية الخاصة بالكوليرا وقد دفع هذا النقص الهيئات الصحية الدولية إلى تغيير استراتيجيتها بشكل مؤقت معتمدة على إعطاء جرعة واحدة فقط من اللقاح بدلا من الجرعتين الموصى بهما سابقا وهي خطوة طارئة تهدف إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص في ظل محدودية الموارد المتاحة.

تتضافر عدة عوامل معقدة لتغذية هذا الانتشار الواسع للمرض في مقدمتها الظواهر المناخية المتطرفة مثل الفيضانات الشديدة وموجات الجفاف الطويلة التي تؤدي إلى تلوث مصادر المياه الصالحة للشرب وتدفع المجتمعات إلى استخدام مياه غير آمنة مما يخلق بيئة مثالية لانتشار بكتيريا الكوليرا بسرعة.

وتشير البيانات إلى أن العديد من الدول التي تشهد تفشيا للمرض تعاني في الأصل من نزاعات طويلة الأمد أو أزمات اقتصادية خانقة وهذه الظروف تؤدي إلى انهيار البنى التحتية الأساسية كشبكات المياه والصرف الصحي وتعيق قدرة الأنظمة الصحية على الاستجابة بفعالية للحالات المصابة وتقديم الرعاية الطبية اللازمة في الوقت المناسب.

يعد مرض الكوليرا عدوى معوية حادة يمكن أن تسبب إسهالا مائيا شديدا يؤدي إلى الجفاف الشديد والوفاة في غضون ساعات قليلة إذا ترك دون علاج وتكمن خطورته في سرعة انتشاره خاصة في التجمعات السكانية المكتظة التي تفتقر إلى معايير النظافة الأساسية والمياه النظيفة.

أكد خبراء الصحة العامة أن اللقاحات وحدها لا يمكنها إنهاء هذه الأزمة المتصاعدة فالوقاية طويلة الأمد تتطلب استثمارات ضخمة ومستدامة في مشاريع المياه النظيفة والصرف الصحي الآمن بالإضافة إلى تعزيز أنظمة المراقبة الصحية للكشف المبكر عن أي بؤر جديدة للمرض والتحرك سريعا لاحتوائها.

إن ارتفاع معدل إماتة الحالات المصابة بالكوليرا ليتجاوز في بعض المناطق الحدود المقبولة دوليا يعكس الضغط الهائل الذي تتعرض له المرافق الصحية ونقص الموارد الحيوية مثل محاليل الإماهة الفموية والمضادات الحيوية وهو ما يستدعي استجابة دولية عاجلة لدعم البلدان المتضررة.