
توصلت دراسة علمية كندية أجريت حديثا إلى وجود ارتباط محتمل بين موسم الولادة والصحة النفسية للرجال تحديدا حيث أشارت النتائج إلى أن الرجال الذين يولدون خلال أشهر الصيف قد يكونون أكثر استعدادا لمواجهة تحديات الاكتئاب في مراحل لاحقة من حياتهم مقارنة بأقرانهم المولودين في فصول أخرى.
ويطرح القائمون على البحث تفسيرات محتملة لهذه الظاهرة ترتكز على عوامل بيولوجية حيث يرجحون أن الظروف البيئية المحيطة بالأم أثناء فترة الحمل مثل كمية التعرض لضوء الشمس ودرجات الحرارة السائدة وحتى الحالة الصحية العامة للأم قد تلعب دورا في التأثير على النمو البيولوجي للجنين وهو ما قد يهيئ لزيادة احتمالية المعاناة من الاكتئاب عند البلوغ.
النقطة الأكثر أهمية التي خلصت إليها الدراسة كانت التمييز بين الجنسين فيما يتعلق بموسم الميلاد فقد لوحظ أن الرجال المولودين صيفا سجلوا درجات أعلى بشكل ملحوظ على مقياس خطر الإصابة بالاكتئاب بينما لم يظهر البحث وجود علاقة قوية وواضحة بين تاريخ الميلاد ومستويات القلق لدى العينة المدروسة.
اعتمد البحث الذي أجراه متخصصون في جامعة كوانتلن البوليتكنيك على بيانات جُمعت من 303 أفراد من مدينة فانكوفر الكندية بمتوسط عمر يبلغ 26 عاما وشملت العينة تنوعا عرقيا لافتا ضم أفرادا من جنوب آسيا والبيض والفلبينيين واستخدم الباحثون أدوات تقييم نفسية معتمدة مثل استبيان PHQ-9 لتشخيص الاكتئاب واستبيان GAD-7 لرصد أعراض القلق.
وكشفت التحليلات أن نسبة كبيرة بلغت 84 بالمئة من كامل المشاركين أظهروا أعراضا اكتئابية بدرجات متفاوتة بينما عانى 66 بالمئة منهم من القلق وهي أرقام تعكس انتشار التحديات النفسية بين الفئة التي شملها البحث.
وعلى الرغم من أهمية هذه الاستنتاجات الأولية أقر الباحثون بوجود بعض المحددات في دراستهم الحالية أبرزها أن العينة المستخدمة كانت صغيرة نسبيا واقتصرت على طلاب جامعيين فقط ومع ذلك تعد هذه الدراسة خطوة تأسيسية مهمة تفتح الباب أمام أبحاث مستقبلية أوسع لفهم أعمق للعلاقة المعقدة بين موسم الميلاد والعوامل البيئية والنفسية المؤدية لظهور مرض الاكتئاب أو الحاجة لعلاجات مثل مضادات الاكتئاب.