
أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان حسام عبد الغفار أن قرار اللجوء إلى الولادة القيصرية يخضع لتقييم طبي إكلينيكي صارم وبروتوكولات تشخيصية محددة تهدف في المقام الأول إلى ضمان أعلى مستويات الأمان للأم والطفل مؤكدا أن هذا الإجراء الجراحي ليس خيارا عشوائيا.
وتوجد مجموعة من الأسباب الطبية المتعلقة بحالة الأم الصحية التي قد تجعل الولادة القيصرية ضرورة حتمية ومن أبرز هذه الحالات وجود تاريخ لولادة قيصرية سابقة أو أكثر حيث قد يصبح تكرار الجراحة هو الخيار الأكثر أمانا خاصة في ظل وجود ندبة رحمية معينة أو مشكلات أخرى تمنع محاولة الولادة الطبيعية. كما تشمل الدواعي الحالات الطبية التي تعاني منها الأم مثل تسمم الحمل الشديد أو التشنج الحملي وأمراض القلب التي تجعل إجهاد الولادة الطبيعية محفوفا بالمخاطر.
وتعتمد الفرق الطبية على مجموعة متكاملة من أدوات التشخيص والتقييم لاتخاذ قرار مستنير بشأن الحاجة للتدخل القيصري. وتأتي الموجات فوق الصوتية في مقدمة هذه الأدوات حيث توفر معلومات حيوية عن وضعية الجنين وموقع المشيمة وتقدير وزنه بالإضافة إلى فحص تشريح الرحم. وتعتبر الأشعة عبر المهبل الوسيلة الأدق لتشخيص حالات المشيمة المنزاحة التي تغطي عنق الرحم.
ومن بين الأسباب الأخرى التي تستدعي الجراحة وجود عوائق تمنع الولادة الطبيعية وتعرف بالولادة المعوقة ومن أمثلتها عدم التناسب بين حجم رأس الجنين وأبعاد حوض الأم أو وجود تشوهات تشريحية في الحوض تعرقل مرور الجنين. كذلك قد يؤدي وجود تشوهات في الرحم نفسه مثل الأورام الليفية الكبيرة أو وجود خطر تمزق الرحم نتيجة جراحات سابقة إلى تفضيل الولادة القيصرية. ويتم تقييم هذه الحالات بدقة عبر الفحوص الطبية المتقدمة كالتصوير بالرنين المغناطيسي لضمان سلامة الأم.
يعد تخطيط قلب الجنين أداة أساسية أخرى لمراقبة نبضات قلبه واستجابتها لانقباضات الرحم ويتم تصنيف النتائج وفق إرشادات محددة إلى طبيعية أو مشبوهة أو مرضية وهو ما يساعد الطبيب على تحديد مدى حاجة الجنين لتدخل عاجل. وإلى جانب ذلك يستخدم البارتوغرام وهو سجل بياني دقيق لتتبع تطور مراحل الولادة عبر تسجيل مدى اتساع عنق الرحم ومستوى نزول الجنين وقوة الانقباضات مما يمنح الفريق الطبي صورة شاملة لاتخاذ القرار الأنسب.
وتلعب الفحوص الحيوية والمخبرية للأم دورا محوريا في التقييم خاصة في الحالات الطارئة. فقياس ضغط الدم ومستوى الهيموجلوبين وتحاليل عوامل التخثر تعد عناصر أساسية لاتخاذ القرار خاصة عند التعامل مع حالات مثل تسمم الحمل أو وجود نزيف. كما يتم تقييم كمية السائل الأمنيوسي حول الجنين باستخدام مؤشر السائل الأمنيوسي أو قياس أعمق جيب عمودي بواسطة الموجات فوق الصوتية حيث إن النقص الشديد أو الزيادة المفرطة في السائل قد يكونان مؤشرا على ضرورة إنهاء الحمل عبر الولادة القيصرية. ورغم ندرة استخدامها حاليا قد يلجأ الأطباء أحيانا إلى قياس أبعاد الحوض إما بالفحص السريري أو بالأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي عند الشك في عدم التناسب بين حجم رأس الجنين والحوض.