
أنهى الذهب تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى تاريخي غير مسبوق مدفوعا ببيانات اقتصادية أمريكية جاءت مخيبة للآمال مما عزز بقوة توقعات المستثمرين بشأن لجوء مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل خلال شهر سبتمبر الجاري وهو ما دفع الأوقية لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 1.6%.
جاء هذا الصعود القوي للمعدن الأصفر في أعقاب صدور بيانات أظهرت تباطؤا حادا في سوق العمل الأمريكي مع فقدان ما يزيد على 911 ألف وظيفة فضلا عن ارتفاع ملحوظ في طلبات إعانة البطالة لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أربع سنوات تقريبا كما أظهرت المؤشرات تراجع ثقة المستهلك الأمريكي إلى 55.4 نقطة مقارنة بنحو 58.2 نقطة في أغسطس الماضي بينما ارتفعت توقعات التضخم على مدى خمس سنوات إلى 3.9%.
تسببت هذه المؤشرات السلبية في رفع احتمالات خفض الفائدة بنسبة تصل إلى 91% خلال اجتماع الفيدرالي المرتقب في 17 سبتمبر حيث ترجح الأسواق خفضا بمقدار 25 نقطة أساس بينما تظل احتمالية الخفض الأكبر بواقع 50 نقطة أساس ضعيفة وتشير توقعات محللين في بنوك استثمارية كبرى إلى أن الفيدرالي قد يواصل سياسة الخفض التدريجي للفائدة خلال الاجتماعات الثلاثة المتبقية من العام ليصل معدلها إلى نطاق يتراوح بين 3.50% و3.75% بحلول العام الجديد.
وإلى جانب العوامل الاقتصادية يظل الذهب مدعوما بقوة بفضل مكانته كملاذ آمن في أوقات التوترات الجيوسياسية والمخاطر العالمية حيث يزداد الطلب عليه كأصل للتحوط فرغم ارتفاع عوائد السندات الأمريكية يجد المعدن النفيس دعما في التوترات المتصاعدة ومنها التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي التي ألمح فيها إلى نفاد صبره تجاه نظيره الروسي والتلويح بعقوبات صارمة وهو ما يدعم فكرة أن الذهب أصل منخفض التقلبات وخال من المخاطر الخارجية.
على الصعيد المحلي ورغم الأداء العالمي القياسي شهدت أسواق الذهب حالة من الهدوء والاستقرار النسبي خلال تعاملات يوم السبت بالتزامن مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية حيث يترقب المتعاملون بحذر ما ستسفر عنه قرارات السياسة النقدية الأمريكية التي تؤثر بشكل مباشر على حركة الأسعار عالميا ومحليا.
واستقر سعر جرام الذهب من عيار 21 عند مستوى 4895 جنيها بينما سجل عيار 24 سعر 5594 جنيها وبلغ سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 4196 جنيها كما وصل سعر عيار 14 إلى 3264 جنيها واستقر سعر الجنيه الذهب عند 39160 جنيها.
ويأتي هذا الاستقرار بعد أن حققت الأوقية في البورصات العالمية مكاسب أسبوعية بلغت 56 دولارا لتغلق عند 3643 دولارا بعد أن لامست أعلى مستوياتها عند 3675 دولارا في التاسع من سبتمبر وكانت تعاملات يوم الجمعة وحده قد شهدت ارتفاعا بقيمة 15 جنيها للجرام محليا حيث افتتح عيار 21 التعاملات عند 4880 جنيها ليختتمها عند 4895 جنيها بينما ارتفعت الأوقية عالميا بنحو 11 دولارا في نفس اليوم من 3632 دولارا إلى 3643 دولارا.