
يبرز البصل كعنصر طبيعي فعال يمتلك قدرات وقائية وعلاجية واسعة النطاق حيث يقدم للجسم حماية ضد مجموعة كبيرة من الأمراض والمشكلات الصحية. وتتجاوز فوائده دوره التقليدي في المطبخ ليصبح مكونا أساسيا في دعم وظائف الجسم الحيوية وتعزيز الصحة العامة بفضل مركباته الفريدة.
يساهم البصل بفاعلية في تنظيم مستويات سكر الدم والوقاية من مضاعفات السكري حيث تعمل الألياف الغذائية بداخله على إبطاء عملية امتصاص الكربوهيدرات بعد الوجبات مما يمنع الارتفاعات الحادة في نسبة الجلوكوز. وإضافة إلى ذلك تلعب مركبات الكيرسيتين والكبريت ذات الخصائص المضادة للسكري دورا محوريا في السيطرة على معدلات السكر وتقليل خطر تطور مقاومة الأنسولين.
يلعب البصل دورا هاما في حماية صحة القلب والأوعية الدموية إذ يحتوي على مادة الأليين ومضادات الأكسدة التي تعزز استرخاء الأوعية الدموية وتحسن كفاءة الدورة الدموية مما يقي من ارتفاع ضغط الدم. وفي سياق متصل يحتوي البصل على مركبات السابونين العضوية التي أثبتت قدرتها على خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم من خلال تقليل امتصاصه في الأمعاء وزيادة طرحه خارج الجسم وبالتالي يقلل من احتمالية الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية.
تعمل مضادات الأكسدة القوية الموجودة في البصل مثل الكيرسيتين واللوتين والزياكسانثين على محاربة الإجهاد التأكسدي في خلايا الجسم. هذه المركبات تمنع نمو الخلايا السرطانية وتكافح تلف الخلايا مما يجعله عاملا مساعدا في تقليل خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.
يعزز البصل صحة الجهاز الهضمي بفضل احتوائه على الإينولين وهو نوع من الألياف الحيوية التي تغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء وتحافظ على توازنها الصحي. هذا التوازن لا يدعم وظائف الجهاز الهضمي فقط بل يمنع أيضا نمو البكتيريا المسببة للأمراض كما أن الألياف تنظم حركة الأمعاء وتمنع الإمساك عن طريق زيادة حجم الكتلة البرازية وتحفيز الحركة الطبيعية للأمعاء.
يعد البصل داعما قويا لجهاز المناعة إذ يحتوي على فيتامين سي ومركبات نشطة بيولوجيا تقاوم الفيروسات والبكتيريا والفطريات المسببة للعدوى والالتهابات. كما أن الألياف الحيوية التي تدعم صحة الأمعاء تساهم بشكل غير مباشر في تقوية المناعة من خلال الحفاظ على سلامة خلايا الدفاع المنتشرة في الجسم.
يمكن استخدام شراب أو شاي البصل لتخفيف أعراض نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الشعب الهوائية. فالمركبات الموجودة فيه تمتلك خصائص مطهرة وتعمل كطارد للبلغم مما يقلل الإفرازات المخاطية ويساعد على تهدئة السعال وتحسين التنفس.
بفضل محتواه العالي من الأنثوسيانين وهي مضادات أكسدة قوية يحمي البصل البشرة من الأضرار التي تسببها الجذور الحرة. هذه الحماية تساهم بشكل مباشر في تأخير ظهور علامات الشيخوخة المبكرة والحفاظ على نضارة الجلد وحيويته.