تشهد أسواق المعدن الأصفر حالة من الاستقرار الملحوظ في التعاملات الفورية على الصعيدين المحلي والعالمي حيث استقرت الأسعار عند مستويات مرتفعة تاريخياً إذ تتجاوز الأونصة عالمياً حاجز 3630 دولاراً بينما يقترب سعر جرام الذهب من عيار 21 في مصر من مستوى 4900 جنيه وسط توقعات باستهدافه حاجز 5000 جنيه قريباً مدفوعاً بالصعود العالمي المستمر.
يعود السبب الرئيسي وراء هذا الأداء القوي للمعدن النفيس إلى التوقعات المتزايدة في الأسواق المالية بأن البنك الفيدرالي الأمريكي يتجه نحو اتخاذ قرار بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل وهو ما يمثل الأسبوع الرابع على التوالي من المكاسب للذهب والذي سجل ارتفاعاً بنسبة تقارب 40% منذ بداية عام 2025.
وتعزز البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة هذه التوقعات فقد أظهرت الأرقام ضعفاً في سوق العمل تمثل في ارتفاع طلبات إعانة البطالة ومراجعة بيانات الوظائف غير الزراعية التي أدت إلى خفض نحو 911 ألف وظيفة عن العام الماضي مما يشير إلى تباطؤ واضح في زخم النمو الاقتصادي بالولايات المتحدة.
وعلى الرغم من تسجيل مؤشر أسعار المستهلكين الذي يقيس التضخم أكبر ارتفاع شهري له منذ سبعة أشهر خلال أغسطس إلا أن المستثمرين يركزون بشكل أكبر على مؤشرات ضعف قطاع العمالة باعتباره العامل الأكثر تأثيراً على قرارات الفيدرالي الأمريكي مقارنة ببيانات التضخم المتذبذبة.
ويستفيد الذهب بشكل مباشر من سياسة خفض الفائدة لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائداً حيث يصبح أكثر جاذبية للمستثمرين مقارنة بالسندات الحكومية التي يتراجع عائدها كما يؤدي خفض الفائدة عادة إلى إضعاف الدولار الأمريكي وهو ما ينعكس إيجابياً على أسعار الذهب المقومة به.
وقد شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعاً بنسبة 1.6% خلال تداولات الأسبوع الماضي مسجلة مستوى تاريخياً جديداً عند 3674 دولاراً للأونصة بعد أن افتتحت الأسبوع عند 3591 دولاراً وأغلقت عند مستوى 3643 دولاراً للأونصة.
وتعكس التدفقات الاستثمارية هذا التوجه الإيجابي فقد أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب عالمياً شهدت تدفقات نقدية للشهر الثالث على التوالي خلال أغسطس الماضي وجذبت هذه الصناديق ما قيمته 5.51 مليار دولار أمريكي وارتفعت الأصول المدارة بواسطتها إلى ذروة جديدة في نهاية الشهر بينما حافظت أحجام تداول سوق الذهب على استقرارها بمتوسط يومي يبلغ 290 مليار دولار.
وتشير العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي إلى أن الأسواق تسعر بشكل شبه كامل خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 17 سبتمبر مع تراجع الرهانات على خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس ويأتي ذلك في ظل ضغوط من الرئيس دونالد ترامب الذي يدفع باتجاه خفض الفائدة.
وتتداول أسعار الذهب في السوق المصرية عند المستويات التالية: سجل سعر جرام الذهب عيار 24 حوالي 5600 جنيه وبلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4900 جنيه بينما وصل سعر جرام الذهب عيار 18 إلى 4200 جنيه وسجل سعر الجنيه الذهب 39200 جنيه.
وتضاف إلى العوامل الاقتصادية توترات جيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية مما يعزز من مكانة الذهب كملاذ آمن وفي ضوء هذه العوامل الداعمة يتوقع محللون استمرار موجة صعود أسعار الذهب لتصل إلى مستوى 3900 دولار للأونصة بحلول منتصف العام المقبل.
