الفشل الكلوي: علامات تحذيرية صامتة لا تتجاهلها وطرق بسيطة للوقاية منه

الفشل الكلوي: علامات تحذيرية صامتة لا تتجاهلها وطرق بسيطة للوقاية منه
الفشل الكلوي: علامات تحذيرية صامتة لا تتجاهلها وطرق بسيطة للوقاية منه

يعد القصور الكلوي حالة صحية خطيرة يفقد فيها الجسم قدرته على تنقية الدم والتخلص من الفضلات بفعالية حيث تتوقف الكلى عن أداء وظائفها الحيوية. هذا العجز يؤدي إلى تراكم السموم والسوائل الزائدة في الجسم مما يهدد حياة الإنسان ويسبب مضاعفات جسيمة تستدعي التدخل الطبي الفوري.

ينقسم الفشل الكلوي طبيا إلى نوعين رئيسيين يختلفان في سرعة التطور وإمكانية التعافي. النوع الأول هو الفشل الكلوي الحاد الذي يحدث بشكل مفاجئ وسريع خلال ساعات أو أيام قليلة وفي كثير من الأحيان يمكن التعافي منه إذا تم التعامل مع المسبب الأساسي لكنه قد يترك ضررا دائما. أما النوع الثاني فهو الفشل الكلوي المزمن وهو حالة تتدهور فيها وظائف الكلى ببطء على مدى شهور أو سنوات وتعتبر حالة غير قابلة للشفاء وتتطور لتصل إلى مراحل متقدمة.

تتعدد العوامل التي قد تؤدي إلى تدهور وظائف الكلى ففي حالات الفشل الحاد قد تكون الأسباب عدوى شديدة أو جفاف حاد أو انسداد في الحالبين نتيجة حصوات أو ورم أو حتى تناول بعض الأدوية. بينما يعتبر داء السكري وارتفاع ضغط الدم من أبرز المسببات طويلة الأمد التي تؤدي تدريجيا إلى المرض الكلوي المزمن بالإضافة إلى حالات التهاب الكلى.

تبدأ مؤشرات الفشل الكلوي الحاد غالبا بانخفاض ملحوظ ومفاجئ في كمية البول. ومع تطور الحالة تظهر أعراض مبكرة تشمل تورم الجسم وزيادة الوزن. وفي المراحل المتقدمة يعاني المريض من إرهاق شديد وصعوبة في التركيز وتشوش ذهني وقد يصل الأمر إلى تغير في نمط التنفس وحدوث نوبات تشنجية.

أما أعراض مرض الكلى المزمن فتظهر بشكل تدريجي وقد لا تكون واضحة في البداية. تشمل هذه العلامات تغيرات في عادات التبول مثل الحاجة للاستيقاظ ليلا أو ظهور دم بالبول بالإضافة إلى الشعور بالتعب المستمر وفقدان الشهية والغثيان. ومع تفاقم المرض يعاني المصاب من تورم الكاحلين وحكة جلدية وضيق في التنفس ومتلازمة تململ الساقين. وفي المراحل النهائية تتصاعد الأعراض لتشمل تشنجات عضلية وتورما في الرئتين والبطن وفقر دم ونزيفا وقد تنتهي بغيبوبة.

تختلف خطط علاج القصور الكلوي بناء على نوعه وسببه. في حالات الفشل الحاد ينصب التركيز على معالجة المسبب الرئيسي كالجفاف أو العدوى مع دعم وظائف الجسم بالسوائل الوريدية ومراقبة دقيقة لضغط الدم وقد يحتاج المريض إلى غسيل كلوي مؤقت لمساعدة الكلى على استعادة وظيفتها. أما في حالات الفشل المزمن المتقدمة فالخيارات العلاجية محدودة وتشمل غسيل الكلى المنتظم لتنقية الدم من الفضلات أو إجراء عملية زراعة كلية من متبرع مناسب. وهناك خيار الرعاية الداعمة الذي يهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة للمرضى في المراحل النهائية.

تبقى الوقاية هي خط الدفاع الأول للحفاظ على صحة الكلى. ويتطلب ذلك اتباع نمط حياة صحي يشمل الحفاظ على وزن مثالي والإقلاع عن التدخين. ومن الضروري التحكم الدقيق في مستويات ضغط الدم والسكر لدى المصابين بهذه الأمراض وتجنب الإفراط في تناول الملح والأطعمة التي ترفع الكوليسترول. كما يوصى بشرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف واستشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية جديدة وإجراء فحوصات دورية لوظائف الكلى خصوصا لمن لديهم عوامل خطر.