يُعرف زيت إكليل الجبل أو الروزماري بأنه أحد الزيوت العطرية المستخلصة من شجيرة دائمة الخضرة اكتسبت شهرتها الواسعة في عالم الطهي لكن الأبحاث الحديثة بدأت تكشف عن أبعاد أخرى لهذا النبات تتجاوز المطبخ لتقدم فوائد صحية متعددة ومدهشة تدعمها دراسات علمية متزايدة.
لعب إكليل الجبل دورا تاريخيا في تعزيز الذاكرة والوظائف الإدراكية وهو ما تؤكده الدراسات المعاصرة حيث يعمل استنشاق زيته على حماية ناقل عصبي حيوي للدماغ يسمى الأستيل كولين والمسؤول بشكل مباشر عن التركيز والذاكرة. وقد لوحظ أن استنشاق هذا الزيت يؤدي إلى تحسن ملحوظ في سرعة ودقة الأداء في المهام العقلية. ولا تقتصر فوائده على العقل فقط بل تمتد لتشمل الحالة النفسية إذ يساهم استنشاق رائحته في خفض مستويات التوتر والقلق. وتظهر التجارب أن رائحته تقلل من معدل ضربات القلب وتخفض نسبة هرمون الكورتيزول المعروف بهرمون التوتر بنسبة كبيرة في اللعاب بعد دقائق قليلة من استنشاقه.
يبرز زيت إكليل الجبل كحل طبيعي فعال لمشكلة تساقط الشعر الوراثي الشائعة. ففي دراسة مقارنة أظهر الرجال الذين استخدموا الزيت المخفف على فروة الرأس مرتين يوميا نتائج مماثلة في زيادة كثافة الشعر لتلك التي حققها مستخدمو علاج المينوكسيديل الشهير مع ميزة إضافية تتمثل في تقليل الشعور بالحكة في فروة الرأس مما يجعله خيارا أفضل تحملا. كما يدخل الزيت في الطب التقليدي كمسكن طبيعي للآلام الخفيفة وقد أثبتت إحدى الدراسات أن دمجه مع جلسات العلاج بالضغط بالإبر يعزز من فعالية تخفيف الألم بشكل كبير مقارنة بالعلاج بالضغط وحده. ويرتبط هذا التأثير بقدرته على تنشيط الدورة الدموية خاصة في الأطراف.
بعيدا عن الاستخدامات الصحية المباشرة يمكن الاستفادة من زيت إكليل الجبل كبديل آمن للمبيدات الحشرية الكيميائية. أثبتت فعاليته في طرد العديد من الحشرات المزعجة والضارة مثل البعوض الذي قد ينقل فيروس زيكا وحشرة القراد المرتبطة بمرض لايم بالإضافة إلى حشرة العث.
تتعدد طرق استخدام زيت إكليل الجبل فيمكن استنشاقه مباشرة من العبوة أو عبر وضع بضع قطرات منه على منديل قماشي أو باستخدام أجهزة نشر الروائح العطرية. أما عند الاستخدام الموضعي على الجلد فمن الضروري جدا تخفيفه أولا بزيت ناقل مثل زيت الجوجوبا لتجنب أي تهيج محتمل للبشرة نظرا لتركيزه العالي. ويجب توخي الحذر الشديد فهناك فئات يُنصح بتجنبها للزيت تماما مثل النساء الحوامل والمصابين بالصرع أو من يعانون من ارتفاع ضغط الدم لأنه قد يفاقم من حالتهم. كما يُمنع تماما ابتلاع الزيت العطري لعدم وجود أدلة كافية على سلامة استهلاكه داخليا.
