
استطاع الحلاق محمد المهدي أن يحول مهنة الحلاقة التقليدية إلى مشروع فني مبتكر وذلك على مدار ست سنوات من الخبرة والشغف صاغ خلالها مسيرته المهنية التي بدأت من الصفر ووصلت إلى تدشين فكرة الصالون المتنقل لأول مرة بأسلوب احترافي في المنطقة.
جاءت فكرة الصالون المتنقل التي تمثل بصمة فريدة في مسيرة المهدي من رغبته الدائمة في التميز وتقديم خدمات غير مألوفة فهو يرى أن هذا المفهوم منتشر في أوروبا وأمريكا ولكنه لا يزال فكرة جديدة في الشرق الأوسط ولذلك حرص على تطبيقها ليقدم لعملائه تجربة حلاقة عصرية ومريحة.
لم تكن البداية سهلة على الإطلاق فقد كان المهدي موظفا في إحدى الشركات ويتمتع باستقرار وظيفي لكن شغفه الدفين وحبه للأعمال اليدوية دفعه للبحث عن مسار مختلف وبعد استكشاف العديد من المجالات وجد ضالته في فن الحلاقة وقرر أن يمضي في هذا الطريق بكل إصرار.
بدأت رحلته الفعلية من منزله حيث كان يشاهد مقاطع فيديو تعليمية عبر الإنترنت ألهمته وشجعته على خوض التجربة وقرر تكريس عام كامل لتقديم خدمات الحلاقة مجانا مستهدفا في تلك الفترة العمالة الوافدة بهدف صقل مهاراته واكتساب الخبرة اللازمة قبل التوسع والانطلاق في مشروعه الخاص.
واجه المهدي في بداياته تحديات كبيرة تمثلت في تخوف الناس وعدم ثقتهم في حلاق بدأ من المنزل لكنه لم يستسلم لهذه العقبات بل كان على يقين تام بقدرته على تحقيق طموحه وبالفعل كان كل من يجرب خدمته يبدي دهشته وإعجابه بالنتيجة النهائية وهو ما منحه دافعا قويا للاستمرار.
سعيا منه للاحترافية وتطوير الذات لم يكتف المهدي بالتعلم الذاتي بل التحق بالعديد من الدورات التدريبية المتخصصة داخل المملكة وخارجها وهو الأمر الذي أكسبه مهارات متقدمة ومعرفة واسعة جعلته لاحقا مدربا معتمدا في فنون الحلاقة على مستوى الشرق الأوسط.
يرى المهدي أن أي عمل يقوم به الإنسان ليس عيبا طالما أنه يرضي الله ويرضي صاحبه بل إنه يعتبر العمل الشريف مهما كان نوعه دافعا أساسيا لتحقيق النجاح وإثبات الذات وهذه الفلسفة هي التي قادته لترك وظيفته المستقرة والانطلاق في عالم ريادة الأعمال.